الصفحات

عشق.. فلّاحة الحياة || بقلم: مريم مشتاوي ــ فلسطين


رحل هادي لترحل معه نجوم عشق... تلك النجوم الصغيرة التي كانت تحصيها ليلاً ... كانت عشق تراقبها عاجزة وهي تتجمع 
وتستعد لهجرة ليلها وقد رأتها تنسحب لتقطن سماءً أخرى...
حتى خرفان النوم الليلية باتت تقفز من دون البهرجة المعتادة... لا وردة في عنقها ولا زينة معلقة بطرفها.
وشموعها الملونة قد تركت نافذتها الصغيرة ولم تعد تأبه بملاك الأمنيات الذي يمر في منتصف الليل ... تلك الشموع خرجت مسرعة من غرفتها باتجاه النهر ... وحطت فوقه لتنير ذكرى خطوات سابقة.
فتحت خزانتها فوجدت سحابات فساتينها كلها ممزقة من
فرط شوقها للمسة العمودية التي تنتفض
بها محاسن العاشقة.
نظرت عشق في المرآة وراحت تتحسس رقبتها بشكل دائري وكأنها تلاعب شفاه هادي وتتخيله يلتهم أصبعها الصَّغِير كما كان يفعل دائماً.
فتضحك بصوت مرتفع وهستيري إلى أن تغرق في نوبة جنونية من البكاء ... وتشعر أن كل معالمها الأنثوية تهوي بما فيها صدرها الصَّغِير يهبط ويتدلى كامرأة عجوز من جيل الأهرام.
رحل هادي لتستحيل عشق دمعة صغيرة في مدينة تتسع يومياً مع كل فراق إضافي. ولكنها
كتبت له رسالة صغيرة تخفي ألمها خلف عنفوان القلم:

أنا عشق ابنة الشمس والريح والمطر
أنا عشق فلاحة الحياة.. لا تعجبني قصة سندريلا! ولم تعجبني يوماً! ... قد أتعمد إسقاط حذائي خلفي لا بغية أن تعيده لي وإنما فقط لأذكرك أني أحسن الجري على الأرض وفوقها ولا أنظر خلفي حين تتساقط مني أشياء لا قيمة لها!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.