الصفحات

لوعة الحب | قصة قصيرة ...*ناديا ابراهيم

⏪⏬
حينما كانا يخرجان من البيت مع بعضهما ويمشيان في الشارع العام ،وذراعها تتأبط ذراعه،وكتفها تنام متكئة قرب كتفه كانت تلاحقهما العيون الفضولية المسكونة بالحسد والأحلام،كما لو أنها تقول لهما:
__ أيها العاشقان الجميلان،لاتمران دون أن تمنحا حبكما للجميع.
أكثر من عشرين عاما مر على زواجهما وشفاه النساء لاتهدأ،تظل تلوب في مدارات الإثم وتهمس خلفهما بالكلام، ألم يشبعا من بعضهما!!.
في حين وهما يجلسان في المساء أمام الباب يدخنان الأرجيلة ويشربان منقوع المته كان كل واحد منهما
يفرد صدره ويتحرر من كل ما يجرح فؤاده ،هي تقف على أطلال روحها تبعثر أمامه كل مايثقل كاهلها
من عيوب وأخطاء تلتصق به وأمنيات خبأتها في جيوب حياتها ولم تتحقق،وهو يشد قامته نحو الأعلى
ينظر في عينيها الحزينتين ويصرخ في وجهها بصوت الرجل المطفأ:
__ياإلهي ارحمني والله ما عاد القلب يحتمل،لقد وهنت الروح ونضب مائي.
ترحل الشمس وتسقط خلف الجبل،وينتهي الجدال،في الليل يجافيه النوم ومازال يرثي نجمه المطفأ عله
ينكأ جراحه من ذبح السكاكين عندها يغفو على فراش من غيم مندوف البياض.
كل الساهرين على الشرفات وكل الحالمين بجمال الحياة وبهجتها تظل عيونهم تحتضر شوقا، يضعون
أيديهم على خدودهم وتنسل أرواحهم بالتدريج إلى الداخل ليعرفوا باقي الحكاية، ولم يكن يخطر ببال
أحدهم أن الحب الذي كان في البدايات بين جلال وحمدة قد برد وصار أوهام سراب بل ذكرى غائمة
أبجدياته ضاعت في قواميس النسيان، في حين كان الاثنان سعيدين وهما يقدمان نوعا من البهجة الحلوة للآخرين المتوهين .
-
*ناديا ابراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.