الصفحات

الإنجاب ليس إنجاز ....*طيف عبدالله منصور

⏪⏬احاديث ملونة 

الزواج نصف الدين بمعنى نصف يتكامل مع نصفك السابق لتكون انساناً متكامل قادر على الدخول بدائرة العطاء و البذل ، ورغم المفهوم الواضح لوظيفة الزواج والتي هي إعمار الأرض و تعميرها الإ أن الجهل المتفشي بيننا يترك الباب مفتوحاً على مصرعيه لكل هواء مهما كان نوعه فيدخل و تتلاعب ريحه بأركان البيت فوضى أو ترتيب و المحصلة التي يجب التمسك بها حين السؤال من ترك الباب مفتوح هي ما يهمنا كنتاج عائلي ؟
الجميع يتلذذ بالبحث عن شماعة يعلق عليها عيوبه و تسد نقصه بأي وسيلة كانت ، نتفنن بالأعذار والحجج و نقارع بالنقد و الخلاف ، و نشيح النظر عن الأهم والمهم لفتات لا طائل منه في واقع قلما يقال عنه أرعن .
النساء يتزوجن و يحملن اولادهن تسعة أشهر و التسعة أشهر تعيشها تتسوق و تتبضع حتى يأتي المولود و البيت مكتظ بكل ما اختلفت الوانه واحجامه واشكاله وحتى بات التغيير يطال مقتنيات البيت إحتفاء بهذا المولود و تمر الأيام و هي تتعامل مع هذا الطفل كدمية تلبسها و تصورها ثم تنزلها بصفحات الفيس و تتلاهى بقصد وبدون قصد عن أهم وظيفة لها الأ وهي التربية !
الإنجاب ليس إنجاز فهو فضل من الله يمن به على من يشاء من عباده و القرآن بين ذاك بكل وضوح لكنها تتناسى و تتجاهل في غفلة منها ، و تترك الدور المنوط بها من بعد الإنجاب لتمارسه تسلية لا تربية ، فخلال سنوات عمر الطفل الأولى يعامل كدمية و يتسلى بها الكبار بمحيطه كيف أرادوا ثم بعدها يعامل بجماد مطلوب منه التقيد والتنفيذ لأوامر الأهل التي سقطت عليه فجأة فما كان مسموح له وهو دمية بات ممنوع عليه و هو مرهق ....فأين كانت الأم في مرحلة الإعداد والتكوين التربوي له ولما اكتفت بملابسه و شكله ولم تلتفت لمضمونه و سلوكه ولما تجاهلت التربية حتى وصل للمحطة الحرجة و بات في شد و عناد و صارت فكرة ولايتهما عليه مرفوضة لديه تماماً وليعبر عن رفضه بات يتمرد و يتطاول على مجتمعه قبل بيته و حين ينهي تطاوله ذاك يكون تطاول حتى على نفسه و ظلمها و حملها مالا تطيق حتى تلاشت بين مغيبات العقل و ضجيج الشباك العنكبوتية التي تلقفته من اسرته و مجتمعه و نفسه وهدرت وقته و عقله و افقدته الكثير ، وليست تعمم لكنها باتت ظاهرة يعانيها مجتمع برمته تنهكه و تكدر تفاصيله ، بذرة أسرية لم يعتنى بها ولم تتغذى عقليتها بأسلوب حسن فأخرجت نباتاً نكدا ، وصرنا نعاني و نعاني تبعات عقليات مترنحة بين أن تربي أولادها أو تتسلى بهم ، عقليات تظن الإنجاب قمة الإنجاز وهي تغفل أنه بداية أول خطوة نحو الإنجاز و صناعة انسان خصاله العطاء ، ولكن الواقع و المعطيات دائماً جلية و واضحة تخبرنا بأننا كما يقول الشاعر .
كيف نظن بالأبناء خيراً
إذا كبروا بحضن الجاهلات .
للحديث بقية ملونة في مقالات تأتي .
-
*طيف عبدالله منصور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.