قد أنسى
كثيراً ما أنسى
قلبي في تنور الأمهات
المتَّشحات السَّواد
يطهين بطحين القلب
خبز الحزنِ
السَّاخن للأبد...
---
قد أنسى
كثيراً ما أنسى
عينيّ
في لحم البلاد التي
تُقَطَّعُ بالمناجل، والشَّفرات
بالمخالب، والأنياب
بالشَّوكة، والسِّكين
ومع ذلك، كلَّما مضغوها
وجدوها قاسيّة...
---
قد أنسى
كثيراً ما أنسى
يديّ
في جيوب الفقراء
الّذين كلّما نفضتهم الحرب
طرفوا عيونها بقشور الفستق
المنسيّ في جيوبهم...
ولم يسقط منهم سوى قلوبهم
المسننّة بالقهر
كليرةٍ سوريّة...
--
قد أنسى
كثيراً ما أنسى
صوتي
في حبالِ الغسيل
التي تنادي أصحابها
كلّما أوجعتها الملاقط
أصحابها الذين، لولا رائحة غسيلهم
لما عرف أحدٌ "بعد المجزرة"
أنّهم كانوا عائلة...
---
قد أنسى
كثيراً ما أنسى
لكنّني أجلب دموعي معي
دائماً
إلى كلِّ مكان...
---
على غلاف كتابٍ أزرق
يسأل كيريلينكو وكورشونوفا:
"ما هي الفلسفة؟"
فتنهض من بحر السؤال امرأةٌ طحنت الأربعين بكعبيها
في طريقها للمعابد والقبور:
الفلسفة: "ثيابي الملوَّنة، فوق هذا
القلب الأسود"...
يتمطّى من غرقه رجلٌ، بظهرٍ محني وأكتافٍ ناقصة:
الفلسفة: " أن تلوك قسوة الحياة
ثم تبصق المرارة في وجهها
لتطعم لحمك الحلو لزوجةٍ طيّبة، وأبناءٍ من صلبها"...
يركض على شطّ السؤال أطفالٌ، يحفظون أسماء الحرب كاملة:
الفلسفة: "أن يغمض عينيه الموت، ونختبئ
واحد.. اثنان.. ثلاثة...
وحين يفتحهما
لا يموت أحد".
ستقولون:
الفلسفة أن ينتهي كلّ هذا الجنون
وأقول:
"هي أن يبدأ حقاً".
-
*ديمة يوسفكاتبة من فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.