الصفحات

نـــــزوة عقــل ...*صلاح احمد

⏪⏬
لم يبدد سكون الحديقة العامة و يفسد على المستمتعين بهدوء هذا اليوم الربيعي الجميل الا هذه الهمهمات بين هذا الضخم الجثة ،الحافي القدمين ، الرث الثياب . الأشعث الشعر . و الذي تنبعث منه رائحة مقززة . و هذه القصيرة القامة البدينة ، أم عيون زرقاء . و المعروفة بين رواد الحديقة بوقاحتها و لسانها السليط . و التي لا تختلف عن الأشعث الأغبر في شيئ . كلاهما مخبول مرفوع عنه القلم .
ما هذا بحق السماء !! تقدم الضخم الجثة من البدينة يهزها من شعرها و ها هي الهمهمات الغير مفهومة تتحول الى أخذ و رد بصوت مسموع و كل منهما يتفنن في اختيار البذيء من الألفاظ .
عائلة بالجوار غادرت المكان . تقدم منهما شاب على أمل فك النزاع . قبل أن يتحول الى ما لا تحمد عقباه .
و المجنون يجر المعتوهة أم عيون زرقاء من شعرها بعيدا بين الأشجار
و بصوت متلعثم قالت لمن اراد تخليصها من ورطتها
اتركه .. اتركه سأجعله يندم على ما بدر منه . و سيدفع ثمن فعلته البغل النتن .
آه !! قال الشاب . عليك به خليه يعرف من أنت .
على وقع خطاهم بين الأحراش سرب من الطيور رفرف عاليا في السماء .
-
*صلاح احمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.