الصفحات

بعيدٌ عنكِ يا أمّي ..* شعر : مصطفى الحاج حسين

⏪⏬
وأنتِ يا أمّي خذلَكِ دعاؤكِ
ولم تستجبْ لدموعِكِ الرّحمةُ
تيبّستْ يداكِ الضّارعتانِ
وترمَّدَ صوتُكِ
وجفَّ في عروقكِ الابتهالُ
لكنَّ الحربَ تسخرُ من الطِّيبةِ يا أمّي
وتَمُدُّ لسانها لحنانِ الأمُّهاتِ
حربٌ على القلوبِ النّابضةِ
حربٌ على العيونِ النّاهضةِ
وحربٌ على الأماني النّاهدةِ
وكم على الأمِ أن تنتظرَ ؟!
عودةَ من تشرّدَ من أولادِها
وهل في العمرِ متّسعٌ للانتظارِ ؟!
آهٍ يا أمّي من حربٍ ما بدأناها نحنُ
ولا أردناها
هُم فتحوا لها الأبواب
ورسموها على وجهِ الرّغيفِ
هُم زيَّنوا نارَها
هُم جمَّلوا دمارَها
هُم رصَّعوا تاجَ الويلاتِ بالدَّمِ
زرعوا الفرحةَ من بذورِ الموتِ
وشيَّدوا مجدهم بالجماجمِ
بعيدٌ عنكِ يا أمّي
وقلبي يتغلغلُ في صدرِكِ
بعيدٌ عنكِ يا أمّي
وقصيدتي تتمسَّحُ بظلِّكِ
أبكي أكثرَ ممَّا أتنفّسُ
والغربةُ تعضُّ أوجاعي
لم يبقَ عندي إلَّا الصَّمتُ
وبعضُ أمراضٍ مستعصيةِ
لكنَّ الحلمَ لم يبرحْ عذاباتي
والأملُ بعدهُ / لم يزل عالقاًٌ بدمي
لأنّكِ يا أمّي
تكثرينَ لي منَ الدّعاءِ
وأنا أعيشُ بنبضِ رضاكِ 
-
*مصطفى الحاج حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.