الصفحات

قراءة في شعر رياض الصالح الحسين ... *هاني ملحم

⏪⏬
لم يكن رياض الصالح الحسين اسما عابراً كما أراد ذلك لنفسه، ولم تمت قصائده كما أراد لها الخراب، بل استطاع بحياته القصيرة أن يطيل بقائه في هذا العالم الذي لا يعترف إلا بالعظماء، وفي هذه البلاد التي لا تهب اسمها إلا لمن سكب لها الدماء.

لم يكن رياض الصالح الحسين اسما عابراً كما أراد ذلك لنفسه، ولم تمت قصائده كما أراد لها الخراب، بل استطاع بحياته القصيرة أن يطيل بقائه في هذا العالم الذي لا يعترف إلا بالعظماء، وفي هذه البلاد التي لا تهب اسمها إلا لمن سكب لها الدماء.

فقد تمكن بلغة بسيطة، وجرأة مدهشة من اقتلاع كل المسامير التي دقت في نعش القصيدة، والتي أحالتها جثة يأكل الجمود أطرافها، ويلهو بمجازاتها الغرباء، فحين تقرأ خراب الدورة الدموية ستعرف لون الحروف التي كتب بها تاريخ هذه الأرض العامرة بالعذاب، وحين يدفعك الفضول لاكتشاف الأساطير اليومية ستدرك جيدا ما الذي تعنيه الحياة، وعندما تحاول أن تعرف سر بساطة الماء، وسر وضوح طلقة المسدس ستقرأ تحت كل غيمة عطشك، وتبصر في كل حرب جثتك ولكن لن تعرف أسماء الحزن، وألقاب الرحيل، وكنى الغياب إلا في اقترابك من نحيب ذلك الوعل الذي ضاقت عليه الغابة.

ومن أجمل الدهشات في شعر رياض هو اهتمامه عن قصد أو دون قصد بالتفاصيل التي يفسر بها كل حدث، ويوثق بها كل مجاز، وهذا ما يلفت الانتباه في أغلب نصوصه. لكنه تحدث في مجموعته الشعرية الأخيرة ( وعل في الغابة) عن أربع غرف مليئة بالأسئلة والمشاهد والتفاصيل التي اتخذت هيئة الأفعال تارة، وهيئة الصفات تارة أخرى، وحينا آخر كانت على هيئة جمل مدججة بالتساؤلات، ولم تكن هذه الغرف أمكنة يسكنها أشخاص عاديون بل تقاسمها شاعر ومحارب وسائح ومهدي محمد علي، وكان لكل واحد منهم غرفته الخاصة والتي دخلها رياض دون استئذان، وكأنه يملك مفاتيحها، ويعرف كيف يحاور أبوابها وجدرانها.

ففي نص ( غرفة الشاعر) يذكر كثيرا من التفاصيل والجزئيات التي توزعت على مشهدين: أحدهما داخلي متخبط، والآخر انفجاري مباغت، ولا سبيل لدخول هذا المكان إلا عن طريق الكلمات، وهذا ما ذكره رياض في مطلع نصه : يفتح باب الكلمات ويدخل بخطى خائفة.

فالغرفة التي يدخلها الشاعر بخطى خائفة تضج ببعض القصائد الذابلة، والكلمات المتمددة فوق الكرسي والمتعلقة بالمشجب، وهناك أيضاً سنبلة هاربة من بين أصابعه كي لا تبصرها السنين العجاف ، وطيور تقتحم الشفتين لعلها تحصل على عنوان حقل يسكت جوعها ، ويبصر الشاعر فيها عشبا ينبت في المكتبة المنسية كي لا يستوطن الملل ضلوع الرفوف، وكي لايغزو انتظار أصفر وجوه تلك الكتب، ويرى فيها نبعا يولد من الحائط الذي يحاول بما أوتي من جلد أن يجمل صورة دمعه القاسي.

فالتفاصيل الواردة في هذا المشهد إنما هي ملامح متكسرة للشاعر الذي يخاف الاعتياد على الوحدة التي تنجبها غرفته، وعلى المجازات التي تتكاثر من حوله كبيت عنكبوت ينهار دون سابق إنذار:

في أنحاء الغرفة
بعض قصائد ذابلة
كلمات تتمدد فوق الكرسي
وأخرى تتعلق بالمشجب
سنبلة تهرب من بين أصابعه
وطيور تقتحم الشفتين
يرى عشبا ينبت في المكتبة المهملة
ونبعا ينبثق من الحائط.

وكأن الشاعر هنا يحاول أن يرسم في ذهن القارئ صورة للمكان الذي يمارس فيه عزلته وصمته، المكان المبني من الكلمات والكنايات.

أما في المشهد الثاني وعلى الرغم من حجم المفاجأة التي تمثلت في فعل المداهمة الذي تناوبت على تجسيده تفاصيل مختلفة إلا أنه كان حصيلة تراكمية للخوف. فالبداية كانت مع الأقمار والكوابيس وأشجار الغابة ورمال الشاطئ وحصى الأنهار وآبار فارغة، وهذه الأشياء لا يكتشف الشاعر رهبتها إلا في الليل حيث مواعيد زياراتها المباغتة، وكذلك موعد تحول الشاعر إلى كائن يحاول تفسير ما حوله باللغة والمجاز. فالأقمار حين تداهم الشاعر وهو في عزلته تحدث دمارا هائلاً في صورة الضوء بالنسبة إليه، ويصبح الأمر كوابيس تطارده فينعكس ذلك على كل مكان سيهرب إليه إن كان غابة ستصير أشجارها أشباحا، أو شاطئاً تصير رماله بساط الريح في أحد أقبية المخابرات، أو أنهارا يخاف من أن ترجمه بحصاها، وكذلك الآبار الفارغة التي ستصير مقصلة تفصل صوته عن صداه إن حاول الاستغاثة حين يسقط في أحضانها المكتنزة بالحروف السوداء، وفي كل ذلك لن تكون حصيلته سوى مجزرة مروعة بحق أيامه، وقصائده الذابلة، وكلماته التي يحاصرها الغبار :

بعد قليل سوف يداهمه الليل بأقمار وكوابيس
تداهمه أشجار الغابة
ورمال الشاطئ
وحصى الأنهار
وآبار فارغة
يملؤها بحروف سوداء
ماذا يأخذ من جثث الأيام
وماذا يترك
غير قصائد ذابلة
وغبار الكلمات؟

أما أكثر مداهمة تلخص ماعاشه من اعتقالات ومطاردات فهي حين يسأله الشرطي الذي يمارس دور الرقيب بمقصه عما خبأه من لاءات في أكمام قصائده، وكذلك حين يحذره من الشظايا التي ستخترق قلبه وجسده إن فكر في زرع قبلة على شفاه من يحب سرا أو علانية، أو أن يلقي قنبلة في وجه هذا العالم القبيح، وبكل برودة أعصاب يدير الشرطي ظهره، ويمضي مخلفا وراءه جثة تعبث بها التساؤلات :
وبعد قليل
سوف يداهمه الشرطي
ليسأله عن جمل غامضة
ويحذره من استعمال “القبلة” و”القنبلة”
ويمضي..

لكن كل هذه التفاصيل الموجعة ماهي إلا مسامير يصنع منها الشاعر إزميلا يفتح به نافذة في قلبه، وطريقا سالكة لتهرب الأحزان، وليغمض عينيه بعد كل هذا الترف، ويترقب في منامه هطول قصيدة حب على يباس نبضه :
هو ذا الشاعر
يفتح نافذة القلب
يغلق عينيه
ويحلم بقصيدة حب.

أما في نص ( غرفة المحارب) فإن الصورة تختلف كثيرا عما كانت عليه في غرفة الشاعر، فكل ما في هذا المكان رمال تكتب أسماءها على جسد الجندي كي لا ينسى شيئاً من أبجدية الحرب، ولوعة الذكريات، ومرارة الفراق، وإن مثل هذه الغرفة الرملية لا يجوز أن تكون ركنا من أركان بيت، أو جناحا فاخرا في قصر مهيب بل إن أفضل لقب يحب الجندي إطلاقه على غرفته هو الخندق حيث يتوسده وحيداً فارغا إلا من أصوات الرصاص وصراخ المدافع، ولا يحمل في يديه سوى رشاشه المدجج بموت هنا وموت هناك :
يتوسد خندقه الرملي وحيداً
ويداه تحيطان برشاش مملوء بالموت

أما عن التفاصيل التي تشكل ملامح هذا الخندق فإنها تتلخص في الزائرين الذين يأتون ليؤنسوا مساءاته الموحشة، فمرة تكون الزيارة حفلة تنكرية صاخبة بالقنابل الضوئية التي تلقيها زائرة للأرض كي تبدد ظلمتها، وبالنار تمشط زائرة أخرى كل السهول الممتدة فالجندي يعرف جيداً ما الذي تحمله الزائرتان في جعبتيهما من هدايا، ويعرف أن كل طائرة تحوم فوقه ستكون كريمة جداً في عطاياها له وللأرض ولغرفته :
سيأتي الزوار مساء
زائرة تحمل للأرض قنابل ضوئية
أخرى ستمشط بالنار سهولا تمتد

ولأن المساء طويل بما يكفي لاستقبال كل من تسول له نفسه زيارة هذا الجندي وخندقه، فسيأتي الأعداء المفترسون ليمارسوا وحشيتهم في التهام بيوت الطين بمن فيها، وأشجار التفاح، وكراسات الأطفال، ورأس الجندي :
سيأتي الأعداء مساء
كقطيع ذئاب كاسرة
يلتهمون بيوت الطين
وأشجار التفاح
وكراسات الأطفال
ورأس الجندي

وبعد كل هذا الخراب والفوضى التي أحدثتها الزيارات وخلفها الزوار يقوم الجندي بترتيب غرفته الرملية، فيضع الماء هنا، وفي جهة أخرى يضع الطلقات، وتظهر له وسط كل هذا صورة لنرجسة تبتسم في وجه جندي يحمل بيده رشاشه، وباليد الأخرى يحمل خضارا :
الجندي يرتب غرفته الرملية
الماء هنا
والطلقات هناك
وهاهي صورة نرجسة تبتسم لجندي
يحمل رشاشا وخضارا

ورغم كل هذه الزيارات فإن الجندي لا ينقطع عن الترحيب بزواره حيث يطلق رصاصته الأولى، ويعلن استمراره في القتال حتى آخر حبة رمل من هذا الخندق :
الزوار يجيئون
فأهلا
يطلق طلقته الأولى
سيظل يقاتل حتى آخر حبة رمل من هذا الخندق.

وفي غرفة ثالثة يبدو الأمر مختلفا،ً والتفاصيل أكثر اتساعا حيث لا أبواب هنا ولا جدران ولا مفاتيح، إنما يوجد نافذة واحدة فقط، وقدمان يتجول بهما ذلك السائح في أزقة غرفته، ومدنها، وأرصفتها، ويتعرف على ساكنيها، فليلتقط الصور التذكارية، والأسئلة البسيطة والمعقدة دون أن يشغل باله بأجوبة قد لاتأتي إلا بعد زوال قريب.

هذه الغرفة التي يقيم بها السائح هي العالم بكل ما في هذه الكلمة من بلدان ومدن وحضارات واختلافات وأبجديات وحروب، وكم هي ثرية بتفاصيل وخفايا، وكم هو محظوظ هذا السائح على ما يملكه من حرية، فهو في ترحاله في ردهات هذا العالم يحمل على ظهره ما تيسر من حقائب ليجمع ما يتعثر به من أحجار المدن البائدة، ونقود شعوب فانية، وصورا لجوامع، ومتاحف، وتماثيل يطرزها الرعب :
العالم غرفة هذا السائح
إذ يمضي في ردهات العالم
يجمع أحجارا من مدن بائدة
ونقودا لشعوب أهلكها الزلزال
ويجمع صوراً لجوامع ومتاحف
وتماثيل مرعبة

ولا يكتفي السائح بما جمعه من تواريخ وبقايا أمم وسيل جارف من الذكريات، بل يلتقي بتفاصيل أكثر دهشة حين يواصل مشيه في أرصفة الدنيا، حيث يرى سفاحا وبائع ليمون وراقصة، فيصورهم ربما لاكتشاف الفوارق بين تلك الشخوص في كل مكان يزوره، وربما لتأكيد الشبه بينهم في كل مكان، ومن هذا الثالوث يختار الراقصة ليسألها عما تعنيه كلمة (merci) باللغة العربية، ولماذا لا يفكر هذا الشعب بزراعة الأناناس.

فالسفاح أجوبته حبال مشانق حمراء، وبائع الليمون حديثه حامض المذاق، ووحدها الراقصة تعرف كيف تحيل الأجوبة طيورا تبني من الأغنيات أعشاشا حول خصرها الكريستالي، ووحدها التي لا تشهر سلاحا دمويا في وجه من يبادرها بالسؤال :
يمشي في أرصفة الدنيا
فيرى سفاحا فيصوره
وبائع ليمون فيصوره
وراقصة يسألها :

ماذا تعني (merci) بالعربية

ولماذا لا يزرع هذا الشعب الأناناس؟

والسائح رغم كل هذا سيواصل مسيره، ومشاهداته، والتقاط الصور ؛لأن هذا العالم الشاسع غرفته، والنافذة الوحيدة التي يملكها هي كاميرته التي يوثق بها كل التفاصيل التي تجلت في تلك المشاهدات والأسئلة :
السائح يفهم أو لا يفهم
يعلم أو لا يعلم
سيظل يسير وينظر ويصور
فالعالم غرفة هذا السائح
والنافذة كاميرا.

لكن آخر ضلع من رباعيات رياض الصالح الحسين لم يكن ملكاً لشخص عابر يجد ظلا له في كل زمان ومكان، فالكثير شعراء بفطرة اللغة وبدونها، ومحاربون أيضاً على كل الجبهات بخنادق من رمل، ومن عرق الحياة ونزيف الجروح، وكذلك سائحون في هذا العالم الممتد من أقصى الحلم إلى أقصى قضبان السجون، بل غرفة يعرفها رياض جيداً، ويعرف أكثر ساكنها، ويحفظ عن ظهر عراق تفاصيلها.
إنها غرفة البصري مهدي محمد علي الذي كان يبحث منذ بداية منفاه عن رياض ليقول له: وجدتك أيها الراكض في عروق النخيل، والذي كان يبحث عنه رياض ليقول له :أين كنت يا أول الشاهدين على انهياري يا أجمل المشيعين رحيلي الأنيق؟

هذه الغرفة التي تنقض عن جدرانها آلام الضياع، وآهات الغربة الغرفة المسيجة بدماء الوحدة وعبير الفراغ :
هي ذي غرفته تنهض من بين الأنقاض
مسيجة بدم وعبير

ولأنها تضج بما يغري لاقتحامها واكتشاف أسرارها، يدخلها رياض ورفاقه كما يدخل القديسون فضاءات رحيلهم نحو النور المنشود، ويدخلها الشيوعبون الممتلئون بالفضول، وتدخلها زهرة عباد الشمس الواثقة بصبح قريب، حتى أخبار المدن المكحلة بنار الحروب تقتحم هذه الغرفة :
ندخلها في الليل كقديسين جميلين
ويدخلها الشيوعبون، وعباد الشمس
وأخبار المدن المشتعلة

الغرفة التي تقاس المسافة فيها بطعنات الأرض، وبحسرة تتأرجح على رموش العين كي تلهي الدمع عن صلواته فوق تجاعيد الوجوه :
هي ذي غرفته
أبعد من وطن
أقرب من رمش العين إلى العين

وهنا لابد من أسئلة يرميها رياض في حضن مهدي بعد أن يطلب منه أن يريهم كفيه المضرجتين بالشوق، وبظلال البصرة التي تغفو بين تلك الخطوط. أسئلة عن الأعشاب التي طال ليل اخضرارها، وعن الأغصان التي تنتظر بفارغ الصبر ربيع الفؤاد المذبوح، وعن نبات البصرة وترابها الذي يصلي كي تموت الحدود :

ويا مهدي
أرنا كفيك
ألم تنم الأعشاب عليك
ألم تورق أغصان القلب
وماذا يحدث لنبات البصرة
وتراب البصرة؟

إنها الغرفة الأجمل من قبر وحيد في الصحراء، والأعلى من شجرة نخل تتباهى بقدها الرشيق وطولها الفاتن :
هي ذي غرفته
أجمل من قبر
وأعلى من شجرة نخل

لكن صاحبها طير له طقوسه العراقية حتى وهو في زنزانته، حيث يفرك عينيه كي لا يعلق على الجفون حزن يذكره بزكاة الفرح المغشوش، ويبعثر أوراقا ورسائل كتب فيها تواريخ غربته، وأكثر طقس يجعل هذا القفص سماء سمراء عندما يكتشف في فنجان قهوته امرأة يبحث عن وجهها منذ شغف سحيق، يفعل ذلك كله كي لا تأسره خرافات القضبان، وأكاذيب الحدود مرة أخرى :
وصاحبها
طير في قفص
يفرك عينيه، يبعثر أوراقا ورسائل
يكتشف امراة في فنجان القهوة

فهنا كل شيء في غرفة مهدي نداءات للهاربين والضائعين والحالمين أن يلجؤوا إليها. لكن رياض كان يتنبأ بمساء آخر لباب هذه الغرفة الذي ستدقه نباتات الزينة لتمسح عنه آثار الصبار، وستأتي الأزهار وأشجار الصفصاف وأعشاب الغابة وثمار اليقطين لتحتل هذه الغرفة بدلا من زوار غادرتهم رعشة الأنهار، وودعتهم الحياة :
ذات مساء
سوف تدق الباب نباتات الزينة
تأتي الأزهار، وأشجار الصفصاف
وأعشاب الغابة، وثمار اليقطين
وتحتل الغرفة.

هكذا يتجول رياض الصالح الحسين في هذه الغرف الأربع يحفظ حكاياتها، ويدخلها كمجاز، و كرصاصة أخيرة ،ومثل صورة، ويدخلها كالذي يبحث عن كتف يسند عليه قلبه المثقل بصرخات الاحتياج والاحتجاج، ويخرج منها محملاً بالقصائد والجثث والأسئلة المشنوقة والوداعات العابثة ليقدم لنا كل هذه التفاصيل على طبق من فضة الغياب.
-
*هاني ملحم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.