الصفحات

مقبرة الظلال ...*محمد الليثى محمد

⏪⏬
من أنا
حين تراني

من أنا
حين أراك
عصفور يغنى
الليل فى نصف النهار
والقلب مازال يبحث عنك
أرمي تراب الأرض للرصد
أصعد بالروح إلى سماء الروح
أصعد واتركني انظر لظلك
فالظل يبحث عن أرض
هل رأيت ظل السماء
الظل يبقى حيا في الصحراء
ويضيع في مدن الهواء

يا صغيري لا تقتل ظلي
اقتلني أنا و امراتى
أسرق حليب الثدي
أخطف حبات التوت
من عين العواصف
يا طفلي أترك رائحتك

على ظهر نخلتنا
ما قيمة الموت في ظلك
اغرز أسمك في اسمي
لون ظلي بالأخضر الخفيف
واتركني أعيش في ظلي
أسير على الأرض ممدد
لا تحركني الأشياء
الليل يخفيني في وردة الأغاني
والبحر يبقيني على سطح الأماني
أموت كموجة هاربة

أعبر الأشجار
البيوت والخوف منى
سوف تراني ولا تراني
أبحث عن كلامي
موت عصفور كموتى

دون أن تحس به الريح
خسرت ذاتي من ذاتي
أتركني في رائحتي
وتنفسي هواء زفير
إلى أين تاخذنى يا ظلي
إلى وردة في البئر
أم إلى شجرة البر
أصرخ في راسي
أنفخ في انتظاري
وأنا أموت على جسري
فالظل لا يعبر الحكاية
أنما يعبر الجسد

فالسماء لا تمحوا الظلال
أنما تسرق النائمين في الإشارة
كيف أحمل عنك الحياة
من سرق الباب منى
كيف أخرج من نفسي
من كلماتي
من ساعة الفجر
نافذتي تطل على شارعي
وشارعي يسقط في حارتي
وحارتي تموت في بلدي
وبلدي تضيع في وطني
قلنا إلى الجالس فينا
دق جرسك في إيقاعنا

قربه من عيون ظلنا
قربه من ألا شيء
وصفق في حلمنا
صفق في ظهر انفجاري
وألان صمت المرايا
وأنا لا اعرف الألم

حين تكسرنا الروح
من ظلال التردد
الموت أفضل للجدار
من السقوط ...وحدي
أهرب من مقاومة الروح
لست جبان أنما هي العادة
تقتلني ظلال زائفة
خوفي من المجهول خوفك
مدني على مدن الحقيقة
أسحب الخوف من قدمي
وأرمني كالحجر في الغبار

أذهب إلى سجني
أترك باقيا وحدتي عند الباب
كم كنت سيد الأشياء
حين تركتني أراود ذاتي
لا أدافع عنك وأنت تقتلني
وأنت تسرق الوقت منى
موتى بين الظلال موتك
صوتي بين المشانق صوتك
بين رغبتي في الكلام
ووصفي في الصور
ليس لي حرية التنفس
الفجر يطلق على نوافذك
رياح الطلقة الأخيرة

هل اترك عقيدتي
وانتمى لعقيدة أخرى
والقلب في انتظار الحجر
أذهب في الأماكن
في صوت خوفك
مثل خط جائع
يبحث عن مكان
الأرض مكانه الأول
يطرز ثوب الجسد
يحشوه بالساعات
ألا نصفه المفقود
الوقت عاري من الذكريات
من الوقت حتى المنتصف
أدفن الظلال في البراري
ينهشني من قلب الزهرة
عما تبحث داخليا
عن هجرة الصيف
عن الرجوع من الذنوب
عن الدخول في المرايا
-
*محمد الليثى محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.