الصفحات

فلسفة الحياة ... * بقلم عبد المجيد محمد باعباد

⏪هكذا هي الحياة لا تحسبوها راحة
أيها الغافل مكرها، أيها الهائم بسحرها، أيها المجنون بحبها ،أفطن منها ولا تفتنك ملذاتها فإنها لا تنتهِ حتى تنهيك أنت فإنها تأخذ منك ما أعطتك بالأمس وتمنحك ما حرمت منه الناس وتسعدك بما أحزنت به الخلائق وتقلقك بما أسرت به العارفين وتطيب للمقترفين
شهواتها وتخيب للناهين هواها وتخاصمك ما دمت حيًا تدابعك طفلا وليدًا وتغرك شابًا جميلًا وتعجزك كهلًا ذليلاً بمتاعها تسعدك مما منعت منه غيرك وتحرمك مما يناله البشر حتى تنزع منك ما حملت لك الأيام عهد الفتوة وتسلب منك طاقة العنفوان لتذيقك بها مرارة الزمان وتجلي بك مرحلة الشباب وهي تهدم عليك جسور الفتوة لتبني بك مراحل الرجولة وهي تسلب منك قوة الشباب لتلبسك عجز الكهول هكذا تنزع منك ما أتاك الدهر وتنقص منك العمر وتجري بك الأقدار وهي هي ما زالت حياةً متعطشتةً لتحطيمك متحمسةً لتعذيبك تستبيحك تعبًا وتستعذبك حبًا لتذهب عنك ما وهبتك في الغداة خظوظ القدر وتسلب منك ما أنت فيه اليوم وأنت أنت في ذهول من أمرها تطيش لحبها وتقاتل من أجلها وتصارع لبقائها وهي تفنيك بأنيابها الشاغرة فلا ترضى بدراها هذه فإنها عدوة لذوذة بك ما دمت تسامر لياليها لا تبالي بكيدها فإن أسرتك حينًا أبكتك أحياناً وأن أودغت عليك بذلولها يومًا أذلتك بذلها أيامًا وأن صحت بك حالاً أسقمتك لك أحوالًا وأن سالمتك عامًا أمرضتك أعوامًا ألا فخاصمها بحسن فعالك وصارعها بطيب خصالك وقاومها بعزمك وحاربها بصبرك وعمرها لأخرتك وعش فيها بما يرضي الله (ويَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.