الصفحات

غُصَصُ الأنفاسِ في شهقةٍ واحدة ...*كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي - العِراقُ

⏪⏬
مراكبُ هادمِ اللذّاتِ غيرُ مشمولةٍ بالحظرِ تجوبُ كُلّ أخضر ويابسٍ تمخرُ عبابَ زمنِ الجائحةِ والموتِ الأبيض بعدَ رحلةِ استجمامٍ
قصيرةٍ سبقها موتٌ أحمر حتىٰ نفدتْ ورودُنا الحمراء والبيضاء ونحنُ نشهقُ أنفاسَ الفقدِ فجيعةً بعدَ أخرى ، غصصٌ في شهقةٍ واحدةٍ شموسٌ تذوي وأقمارٌ تتهاوى في الفراغِ ونرى نجوماً تتساقطُ وأخرى يغيّبها الأُفولُ يا أيّها الموتُ ألا ترحم فتدَعُ شاعراً في عزّ قصيدتهِ يبوحُ قبلَ أن يَلفظَ النفسَ الأخيرَ أو لاعباً يتنفسُ الصعداء بعدَ إيداع كرتهِ في الشباكِ أو فناناً يكملُ المشهدَ الأخيرَ قبلَ أنْ تُسدلُ الستارُ أو رساماً جاهدَ لكي يداعبُ لوحتَهُ نورُ الأَبصارِ قبلَ أنْ تنسدلَ سترِ الأهدابِ أو أباً يهدهدُ مهدَ فلذةِ كبدهِ قبلَ أنْ يُواريها الثرى أو أمّاً تلدُ ميّتاً فتموت أو أو .. كُلّ غارقٌ في سديمٍ يبسطُ أذرعتَهُ في كُلِّ الأَرجاء لا شمس فَرَحٍ فتذيب جليدَ الغُمومِ ولا قمر حُبورٍ فيسيلُ تخثرَ الهُمومِ وأنا لا زلتُ أشدُو بِنايِّ الحزن مَعْزوفةَ الأنين .
-
*كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.