الصفحات

الليلُ.. ورقصة الأعمى ...* بقلم: صالح أحمد (كناعنة)

⏪⏬
المطر...
يتركُ للمتأمِّلينَ لُغَتَهُ...
ويَمضي راضِيًا

على الطرفِ الآخَرِ مِن ظلِّ الغَيمَة
طِفلَةٌ تَرسمُ روحًا على شارِعٍ متروك
تركُضُ نَحوَ نَهرٍ لا يَرويهِ ماؤُهُ
والجهات...
كلُّ الجِهاتِ فَوقَهُ مُرتَعِشَة
تولَدُ من أُفقٍ عَميق
وصمتٍ حدودُهُ مَثقوبَة
يَتَسرّبُ مِنها الصّدى قِدّيسًا بِلا شُموع
يجري...
يُلَملِمُ أحرُفًا أَوَت إلى حيثُ يرتَعِشُ التاريخ
وتولَدُ الأسئِلَةُ بلا شِفاه
ثمَّةَ لونٌ غريبٌ يحتَضِنُ الشمعَةَ والدمعة...
حين يغدو العمرُ سؤالًا والجوابُ جروحا
وبَينَهُما أَنفاسٌ تَحتَرِفُ صَلبَها الرّمال.
الليلُ يحضُنُ سِرَّهُ
والمَدى تَحتَهُ يرقُصُ رَقصَةَ الأَعمى.
الصَّمتُ يولَدُ من رَحمٍ بِلا طين
الصمتُ موالٌ بلا أجنِحَة
غيمَةٌ نَحَرَت عُمقَها
قبلَ أَن تُصبِحَ وسادَةً للشَّمسِ...
مِحرابَ روحٍ ذاهِلَة.
أينَ ينامُ الظِّلُّ حينَ تَغدو الخَيمَةُ عارِيَةً؟
الريحُ تبعثُ لحنها الرّمادي:
العمرُ سكرةُ عاشِقٍ..
الأُفقُ خاصِرَةَ الغِياب...
تَوَقَّف!
صاحَت أَصواتٌ لا يُنكِرُها الليل..
توَقّف يا مَطَرًا بلا لغةٍ!
حينَ يبتَلُّ الضَوء
يتشَظّى عمرُ الظِّلِّ
وتلبِسُ صمتها الخيمَة..
::: صالح أحمد (كناعنة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.