⏪⏬
بدهشةٍ طفلٍ ها أنا أتجوّل في أزقّة المدينة ، أعبر جسورها لأوّل مرّة ، اكتشف مغارات حملت أسماء ثوار سكنوها ، أبحر بتقاسيم وجوه أصحابها ، يفصلني عن ذاك البيت الضخم بضع خطوات وشجرة لبلاب حنونة على جدرانه .
ومن غير إذنٍ يمزّق صوتك تأشيرة الدخول ، يفرض على أمثالنا حظر التجوّل في تلك المدائن البيضاء ، يعطّل كل الرحلات على متن خطوط الحرف والكلمة .
آه ..لقد دخلت المدينة على عجلٍ من بابها المشرّع للقادمين ، بيد أني لم أصل لمحرابها ، ولم أستطع الوصول لمحطة العودة وحجز كرسيّ من الدرجة الثانية فكانت مظلة الخيبة الطريق الأقصر للهبوط في محطةٍ لم أحجزها بإرادتي .
أغلقتُ الكتاب - وكأني أوصد باباً حديدياً بالشمع الأحمر بعدما أسقطت طلقاتك آخر ورقة لبلاب .
ودفنت جمر حلمٍ بدأ للتوّ ، وكان قلبي شاهدة قبر رخامي بلا اسم أو عنوان ، وكأنه اقترفَ نصفَ خطيئةٍ .
امتلأتُ بضحيجِ الصّمتِ ، أغمضتُ عينيّ ، هاهي أرجوحة الخيال تطلّ مرّةً أخرى على الشاطئ الغربيّ ، تتسللُ منها نسائمُ مدنٍ لن يراني أدخلها من جديد .
*ميساء شاهين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.