الصفحات

آتٍ إليكِ ...*شِعر: د. مُهنّد ع صقّور

⏪⏬
آتٍ إليكِ وخلفي : تَلهَثُ الحُقَبُ
أخُطّ نصرَكِ نصرَ اللهِ يا " حلبُ "

آتٍ إليكِ وكَفّ اللهِ تحملُني
وَعدَاً ترقّبهُ : التّاريخُ والعَربُ
آتٍ إليكِ .., وقيثاري يُراوِدُها
بِأعذبِ اللحنِ " فاربيّنَا " الطّرِبُ
آتٍ إليكِ بأوجاعي ومِلءُ فمي
بيانُ " أحمدَ " فاعجَبْ أيّها العَجبُ
كأنّما " الحَدثُ الحَمراءُ " تَبعثُني
فينيقَ نَصرٍ جَلتْهُ : السّمرُ والقُضُبُ

آتٍ إليكِ وَخلفي مِنْ بَني وَطَني
مَنْ أسرَجوا الشّمسَ في الجُلّى ومَا تعِبوا
مَرّوا بِـ" حِمصَ " كَعصفٍ جُنّ صَرصَرُهُ
يَحدوهُمُ النّصرُ لا الأشعارُ لا الخُطَبُ
في كُلّ مُنعَطفٍ مِنْ نزفِهم : دِيَمٌ
تُرَاوِدُ الجدبَ القاسي .., وتَنسَكِبُ
كأنّهُم وعزيفُ الجِنّ يُؤنِسُهم
طوفانُ نوحٍ .., وفي أمواجهِ اللَهبُ
---
شَهباءُ يَا جذوةَ في الأفقِ آنسَها
قلبي فرنّحهُ الإسراءُ والوصَبُ
إليكِ سَارتْ مِنَ النّجدينِ قَافِلةٌ
مِنَ الحَنينِ وفيها الحُلمُ والغَضبُ

بيتُ الزّمانِ وَمأوى مَنْ لَهُم خَضعَتْ
أعِنّةُ الرّيحِ ..! لا شكٌّ ولا كَذِبُ
على ثَراكِ أناخَ الدّهرُ ناقتهُ
يستَكشِفُ القادمَ الآتي ويَرتَقِبُ
وإذْ بِعاصِفةٍ هَوجاء تصفَعُهُ

تقولُ لِلدّهرِ : إنّا هَا هُنا : الشّهُبُ
أحفادُ مَنْ دوّخَ الدّنيا وزلزلَها
فاسألْ " عَموريّةَ " الهَيجَاءِ يَا " رَجَبُ "
غَدَاً بِـ " إدلبَ " تلقى الهولَ مُنتَظِراً
أمَامهُ لِلمَنَايا : جحفلٌ لَجِبُ .!!
يقُودهُ مِنْ " بَني حَمدانَ " صَارِمُها
كأنّهُ الموتُ - يَا للموتِ – يَقتَرِبُ
أينَ المَفرّ إذا مَا أُسدُهُ اقتَحَمَتْ
هُوجَ المُحالِ ومادتْ بالعِدا الرّكَبُ
---
هَلْ نَزْفُ جُرْحِكِ أَحيَانَا أَمِ الَّلهَبُ
أَمْ نزفُ مَنْ طوّقوا الدّنيا بِما وهبوا
أَمْ أَنَّهُ النَّصْرُ يُهْمِي مِنْ غَمَائِمِهِ
مَاءَ الْحَياةِ فَأَحْيَا كُلَّ مَنْ صُلِبوا
لَكَمْ شَرِبْنا كُؤوسَ الْعِشْقِ في زَمَنٍ
تُجْبى إِلَيْهِ سُيوفُ الْمَجْدِ وَالْكُتُبُ
كَأَنَّ قَلْعَتَكِ الشَّمَّاءُ قَدْ ذَكَرَتْ

تِلْكَ الأَماسِي ، وَذاكَ الشَّاعِرُ الذّرِبُ
فَاشَّقَّقَ الْحَجَرُ الْوَلْهانُ وَانْفَجَرَتْ
مِنْهُ الْعُيونُ ، تُدَاوي سُقْمَ مَنْ نُكِبوا
جُرْحُ النَّخيلِ تُداوِيهِ عُصَارَتُهُ
لَكِنَّ جُرْحِي عَلَى الْأَيَّامِ يَلْتَهِبُ .!!
قُمْ يَا " عليّ " فرومُ العَصرِ قد رجِعوا
وَعادَ " شِمرُهمُ " المُسترزِقُ / القَحِبُ
هُنَاكَ فِي الَّليْلِ حَيْثُ الْحِقْدُ أَبْلَسَهُم
فَعربَدوا حَنَقَاً واستفحلَ الكَلَبُ
ظَنُّوا بِأَنَّ : ظِبَاءَ الْحَيِّ مَنْسَأَةٌ
فخَاتلوها وَقَدْ أَغْواهُمُ الْسّلَبُ .؟
حَتَّى أَتَاهُمْ رِجَالُ اللهِ صَاعِقَةً
تُبِيْدُ نَاعِقَ مَنْ خَانوا وَمَنْ جُلِبُوا
---
عُذراً " أميرتيَ الشّهباء" إنْ جَنحَتْ
بيَ الهُمومُ وَأعيتْ مَنطِقي الكُرَبُ
أسترجعُ الزّمنَ / المَحمومَ ., أسألهُ
هَلّا كشفتَ عنِ " الكِنديّ " ما حَجَبوا.؟
هلّا أعَدتَ لَنا تصويرَ كَوكبةٍ
روحُ الأُلوهةِ في أجسادِهم تثِبُ .؟
كَما " المَسيحُ" تَحدّى ظُلمَ " طَاغِيَةٍ "

تحمّلوا الصّلبَ كيما يسلمَ الرّطبُ
تَوضّأتْ أرضُنا مِنْ نزفِهِم وَعَلا
صوتُ النّخيلِ وصلّى : التّينُ والعِنبُ
أغفى الأصيلُ على أرواحِهم وَزهتْ
فوقَ المجرّةِ مِنْ أنوارِهم " قُبَبُ" .؟!
كَذاكَ في " الجِسرِ " لم تبرحْ تُباغِتني
أسطورةٌ وثّقتها : الفِتيةُ النّجُبُ
"تسعونَ فجراً"* هُمُ الدّنيا بأكملِها

"هيهاتُهم" في صحاري الرّوحِ تَصطخِبُ
سَقوا بأحمرهم أصقَاعَنا فزَكَتْ
جَداولُ الخلدِ لا غلٌّ ولا سَغبُ .؟!
تأبّطوا الموتَ شقّوا دَربَ قَافِلةٍ
وعبّدوها .., ولم تَجنحْ بِهم رِيبُ
سُمرُ الجباهِ لهُم في الذّكرِ مرتبةٌ
تقاصَرتْ دونَها : الأقدارُ والرّتبُ
تحنو الرّؤوس لفيضٍ مِنْ قداستِهم
ويُضفرُ النورُ لا الإبريزُ لا الذّهبُ
قدْ عَانقوا اللهَ في عَلياءِ رحمتهِ
نِعمَ العناقُ ونِعمَ : الفوزُ والأربُ
---
يا قَائِدَ الزّحفِ يَا وعداً على أُفُقٍ
بيارقُ النّصرِ في أمدائهِ قُشُبُ
" بشّارُ"! يَا دَفقةَ اليُنبوعِ نَسمعُها
مِنَ الجِنانِ على الأكبَادِ تَنسربُ
وَيَا بَلاغة سُكّانِ السّماءِ وَيَا
رِسالةَ الحَقّ في العلياء تنكتِبُ
إليكَ وحدكَ ألقى اللهُ حِكمَتَهُ
يَزينُها الأغلبانِ : الفِكرُ والأدبُ
ما هَالنا الخَطبُ إلاّ رُحتَ تبعثنا
مِنَ الرّمادِ كما العَنقاءُ تلتهِبُ
نَحنُ الذينَ حَبَانا النّصرُ بُردَتَهُ
ولِيّنا اللهُ : لا شكّ ولا كَذِبُ .؟!!

*د .مُهنّد ع صقّور
سوريا - جبلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.