⏪⏬
مظفر النواب شاعر عربي واسع الشهرة ، عرفته عواصم الوطن العربي شاعراً مشرداً يشهر أصابعه بالاتهام السياسي ، لمراحل مختلفة من تاريخنا الحديث…
وقد جاءت اتهاماته عميقة وحادة وجارحة وبذيئة أحياناً.. انه يصدر عن رؤية تتجذر معطياتها في أعماق تاريخ المعارضة السياسية العربية ، وتمتد أغصانها في فضاء الروح حتى المطلق.
هو مظفر بن عبدالمجيد النواب ، والنواب تسمية مهنية ، وقد تكون جاءت من النيابة ، أي النائب عن الحاكم ، إذ كانت عائلته في الماضي تحكم إحدى الولايات الهندية.
فهذه العائلة العريقة ، بالأساس ، من شبه الجزيرة العربية ، ثم استقرت في بغداد ، لأنها كانت من سلالة الإمام الورع موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام ، الذي مات غيلة بالسم في عصر الخليفة هارون الرشيد ، فهاجرت العائلة ومن يلوذ بها الى الهند باتجاه المقاطعات الشمالية: بنجاب-لكناو-كشمير. ونتيجة لسمعتهم العلمية وشرف نسبهم ، أصبحوا حكاماً لتلك الولايات في مرحلة من المراحل.
وبعد استيلاء الإنكليز على الهند ، أبدت العائلة روح المقاومة والمعارضة المباشرة للاحتلال البريطاني للهند ، فاستاء الحاكم الإنكليزي من موقف العائلة المعارض والمعادي للاحتلال والهيمنة البريطانية ، وبعد قمع الثورة الهندية-الوطنية عرض الإنكليز على وجهاء هذه العائلة النفي السياسي على ان يختاروا الدولة التي تروق لهم ، فاختاروا العراق ، موطنهم القديم ، حيث تغفو أمجاد العائلة على حلم الحقيقة ونشوة الماضي الشريف والعتبات المقدسة.. فارتحلوا الى العراق ومعهم ثرواتهم الكبيرة من ذهب ومجوهرات وتحف فنية نفيسة.
ولد مظفر النواب في بغداد-جانب الكرخ في عام 1934 من أسرة ثرية أرستقراطية تتذوق الفنون والموسيقى وتحتفي بالأدب. وفي أثناء دراسته في الصف الثالث الابتدائي اكتشف أستاذه موهبته الفطرية في نظم الشعر وسلامته العروضية ، وفي المرحلة الإعدادية أصبح ينشر ما تجود به قريحته في المجلات الحائطية التي تحرر في المدرسة والمنزل كنشاط ثقافي من قبل طلاب المدرسة.
تابع دراسته في كلية الآداب ببغداد في ظروف اقتصادية صعبة ، حيث تعرض والده الثري الى هزة مالية عنيفة أفقدته ثروته ، وسلبت منه قصره الأنيق الذي كان يموج بندوات ثقافية ، وتقاد في ردهاته الاحتفالات بالمناسبات الدينية والحفلات الفنية على مدار العام.
بعد عام 1958 ، أي بعد انهيار النظام الملكي في العراق ، تم تعيينه مفتشاً فنياً بوزارة التربية في بغداد ، فأتاحت له هذه الوظيفة الجديدة تشجيع ودعم الموهوبين من موسيقيين وفنانين تشكيليين ، لئلا تموت موهبتهم في دهاليز الأروقة الرسمية والدوام الشكلي المقيت.
في عام 1963 اضطر لمغادرة العراق ، بعد اشتداد التنافس الدامي بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا الى الملاحقة والمراقبة الشديدة ، من قبل النظام الحاكم ، فكان هروبه الى إيران عن طريق البصرة ، إلا ان المخابرات الإيرانية في تلك الأيام (السافاك) ألقت القبض عليه وهو في طريقه الى روسيا ، حيث أخضع للتحقيق البوليسي وللتعذيب الجسدي والنفسي ، لإرغامه على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها.
في 28/12/1963 سلمته السلطات الإيرانية الى الأمن السياسي العراقي ، فحكمت عليه المحكمة العسكرية هناك بالإعدام ، إلا ان المساعي الحميدة التي بذلها أهله وأقاربه أدت الى تخفيف الحكم القضائي الى السجن المؤبد.
وفي سجنه الصحراوي واسمه (نقرة السلمان) القريب من الحدود السعودية-العراقية ، أمضى وراء القضبان مدة من الزمن ثم نقل الى سجن (الحلة) الواقع جنوب بغداد.
في هذا السجن الرهيب الموحش قام مظفر النواب ومجموعة من السجناء السياسيين بحفر نفق من الزنزانة المظلمة ، يؤدي الى خارج أسوار السجن ، فأحدث هروبه مع رفاقه ضجة مدوية في أرجاء العراق والدول العربية المجاورة.
وبعد هروبه المثير من السجن توارى عن الأنظار في بغداد ، وظل مختفياً فيها ستة أشهر ، ثم توجه الى الجنوب (الأهواز) ، وعاش مع الفلاحين والبسطاء حوالي سنة. وفي عام 1969 صدر عفو عن المعارضين فرجع الى سلك التعليم مرة ثانية.
عادت أغنية الشيطان مرة ثانية.. حيث حدثت اعتقالات جديدة في العراق ، فتعرض مظفر النواب الى الاعتقال مرة ثانية ، إلا ان تدخل علي صالح السعدي أدى الى إطلاق سراحه.
غادر بغداد الى بيروت في البداية ، ومن ثم الى دمشق ، وراح ينتقل بين العواصم العربية والأوروبية ، واستقر به المقام أخيراً في دمشق.
كرس مظفر النواب حياته لتجربته الشعرية وتعميقها ، والتصدي للأحداث السياسية التي تلامس وجدانه الذاتي وضميره الوطني.
مظفر النواب شاعر عربي واسع الشهرة ، عرفته عواصم الوطن العربي شاعراً مشرداً يشهر أصابعه بالاتهام السياسي ، لمراحل مختلفة من تاريخنا الحديث…
وقد جاءت اتهاماته عميقة وحادة وجارحة وبذيئة أحياناً.. انه يصدر عن رؤية تتجذر معطياتها في أعماق تاريخ المعارضة السياسية العربية ، وتمتد أغصانها في فضاء الروح حتى المطلق.
هو مظفر بن عبدالمجيد النواب ، والنواب تسمية مهنية ، وقد تكون جاءت من النيابة ، أي النائب عن الحاكم ، إذ كانت عائلته في الماضي تحكم إحدى الولايات الهندية.
فهذه العائلة العريقة ، بالأساس ، من شبه الجزيرة العربية ، ثم استقرت في بغداد ، لأنها كانت من سلالة الإمام الورع موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام ، الذي مات غيلة بالسم في عصر الخليفة هارون الرشيد ، فهاجرت العائلة ومن يلوذ بها الى الهند باتجاه المقاطعات الشمالية: بنجاب-لكناو-كشمير. ونتيجة لسمعتهم العلمية وشرف نسبهم ، أصبحوا حكاماً لتلك الولايات في مرحلة من المراحل.
وبعد استيلاء الإنكليز على الهند ، أبدت العائلة روح المقاومة والمعارضة المباشرة للاحتلال البريطاني للهند ، فاستاء الحاكم الإنكليزي من موقف العائلة المعارض والمعادي للاحتلال والهيمنة البريطانية ، وبعد قمع الثورة الهندية-الوطنية عرض الإنكليز على وجهاء هذه العائلة النفي السياسي على ان يختاروا الدولة التي تروق لهم ، فاختاروا العراق ، موطنهم القديم ، حيث تغفو أمجاد العائلة على حلم الحقيقة ونشوة الماضي الشريف والعتبات المقدسة.. فارتحلوا الى العراق ومعهم ثرواتهم الكبيرة من ذهب ومجوهرات وتحف فنية نفيسة.
ولد مظفر النواب في بغداد-جانب الكرخ في عام 1934 من أسرة ثرية أرستقراطية تتذوق الفنون والموسيقى وتحتفي بالأدب. وفي أثناء دراسته في الصف الثالث الابتدائي اكتشف أستاذه موهبته الفطرية في نظم الشعر وسلامته العروضية ، وفي المرحلة الإعدادية أصبح ينشر ما تجود به قريحته في المجلات الحائطية التي تحرر في المدرسة والمنزل كنشاط ثقافي من قبل طلاب المدرسة.
تابع دراسته في كلية الآداب ببغداد في ظروف اقتصادية صعبة ، حيث تعرض والده الثري الى هزة مالية عنيفة أفقدته ثروته ، وسلبت منه قصره الأنيق الذي كان يموج بندوات ثقافية ، وتقاد في ردهاته الاحتفالات بالمناسبات الدينية والحفلات الفنية على مدار العام.
بعد عام 1958 ، أي بعد انهيار النظام الملكي في العراق ، تم تعيينه مفتشاً فنياً بوزارة التربية في بغداد ، فأتاحت له هذه الوظيفة الجديدة تشجيع ودعم الموهوبين من موسيقيين وفنانين تشكيليين ، لئلا تموت موهبتهم في دهاليز الأروقة الرسمية والدوام الشكلي المقيت.
في عام 1963 اضطر لمغادرة العراق ، بعد اشتداد التنافس الدامي بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا الى الملاحقة والمراقبة الشديدة ، من قبل النظام الحاكم ، فكان هروبه الى إيران عن طريق البصرة ، إلا ان المخابرات الإيرانية في تلك الأيام (السافاك) ألقت القبض عليه وهو في طريقه الى روسيا ، حيث أخضع للتحقيق البوليسي وللتعذيب الجسدي والنفسي ، لإرغامه على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها.
في 28/12/1963 سلمته السلطات الإيرانية الى الأمن السياسي العراقي ، فحكمت عليه المحكمة العسكرية هناك بالإعدام ، إلا ان المساعي الحميدة التي بذلها أهله وأقاربه أدت الى تخفيف الحكم القضائي الى السجن المؤبد.
وفي سجنه الصحراوي واسمه (نقرة السلمان) القريب من الحدود السعودية-العراقية ، أمضى وراء القضبان مدة من الزمن ثم نقل الى سجن (الحلة) الواقع جنوب بغداد.
في هذا السجن الرهيب الموحش قام مظفر النواب ومجموعة من السجناء السياسيين بحفر نفق من الزنزانة المظلمة ، يؤدي الى خارج أسوار السجن ، فأحدث هروبه مع رفاقه ضجة مدوية في أرجاء العراق والدول العربية المجاورة.
وبعد هروبه المثير من السجن توارى عن الأنظار في بغداد ، وظل مختفياً فيها ستة أشهر ، ثم توجه الى الجنوب (الأهواز) ، وعاش مع الفلاحين والبسطاء حوالي سنة. وفي عام 1969 صدر عفو عن المعارضين فرجع الى سلك التعليم مرة ثانية.
عادت أغنية الشيطان مرة ثانية.. حيث حدثت اعتقالات جديدة في العراق ، فتعرض مظفر النواب الى الاعتقال مرة ثانية ، إلا ان تدخل علي صالح السعدي أدى الى إطلاق سراحه.
غادر بغداد الى بيروت في البداية ، ومن ثم الى دمشق ، وراح ينتقل بين العواصم العربية والأوروبية ، واستقر به المقام أخيراً في دمشق.
كرس مظفر النواب حياته لتجربته الشعرية وتعميقها ، والتصدي للأحداث السياسية التي تلامس وجدانه الذاتي وضميره الوطني.
أ - القصائد بالشعبي:
1 - روحي ولا تكَلها: شبيج
وانت الماي
2 - مو حزن لكن حزين
مثل ما تنقطع جوّا المطر
شدّة ياسمين.
3 - الريل وحمد
مرّينه بيكم حمد، واحنه ابقطار الليل.
ب - القصائد بالفصحى:
4 - ثلاث أمنيات على بوابة السنة الجديدة
مرة أخرى على شباكنا تبكي
5 - إلى الضابط الشهيد إبن مصر...
ليس بين الرصاص مسافة
أولاً - التمهيد
أدرجت اسم الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب في كتابي (للعبقرية أسرارها... تشكّلها.... خصائصها..دراسة نقدية مقارنة)، المطبوع في دمشق عام 1996ممن قبل دار العروبة للطبع والنشر والتوزيع، وأعادت دارفضاءات عمان الأردن للطباعة والنشر والتوزيع على حسابها الخاص مع تسليمي (100 نسخة)، وزعتها بالمجان على مكتبات الجامعات العراقية، وبعض المكتبات العامة في مدينتي النجف وكربلاء. أقول أدرجتهبين عمالقة عباقرة الدنيا، ودنيا العرب من الأقدمين والمعاصرينلسببين، أولهما هو شاعر عبقري في الشعبي العراقي الدارج (الحسجة)، وفي شعر الفصحى، والسبب الثاني أن الرجل فرض نفسه على لاأمة العرب، كأشهر شاعر، يتفاعل معه الجمهور، والشاعر الثاني في عصر الذي اشتهر أكثر من غيره، شاعر المرأة نزار قباني، ولأن الإنسان بطبعه لديه أعز شيءٍ ما أمتنع عليه، وهو هجاء سلاطين العصر الطغاة الجبارين، والتغزل الفاحش بالجنس الآخر، فقد برزا واشتهرا، كما برز واشتهر الشاعران العملاقان في عصرهما، وهما الأول دعبل الخزاعي لهجائه خلفاء عصره الضخام كالرشيد والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل، ووزرائهم وقادتهم وولاتهم وقضاة قضاتهم، وتأثر بدعبل مظفر النواب - كما ذكر لي، واعتبره رائده الأول،وربما أخذ منه بعض صور الهجاء المقذع، كقوله - وتنسب لغيره - في الحسن بن سهل وزير المأمون، و رجاء ابن الضحاك، مستشار الخليفة، وابنيه مسؤولي الأمن والجيش في الدولة، ودينار بن عبد الله قائد حرس الخلافة، وقاضي القضاة يحيى بن أكثم، ورماه من رماه بالشذوذ - صدقاً أم كذبا- لذلك استثناه دعبل من رد العيب، وهؤلاء كانوا يسكنون في أرقى مناطق بغداد في ذلك العصر، وهي محلة (المخرم)، موقعها بين ملعب الشعب الحالي والبلاط الملكي
ألا فاشتروا مني ملوك المخزمِ
أبع حسنا وابني رجاء بدرهـم
وأعـــــط رجاء فوق ذاك زيادة **
وأسمع بــــدينار بغــــير تــندم
فإن رد من عيب علي جميعهم
فليس يرد العيب يحيى بن أكثم
ودعبل كان يقول لجرأته المتناهية"لي خمسون عاماً أحمل خشبتي على كتفي أدوّر على من يصلبني عليها، فلم أجدْ
والشاعر الثاني الجريء حتى العظم أبو نؤاس لتهتكته وعبثه ومجونه وخمرياته، وتغزله بالغلمان، إذ اخترق كل التقاليد الاجتماعية والدينية في عصره، إذ ركب ضد التيار، والحق أن تصنع الزهد والتقوى والتدين رياءً ونفاقاً، سرعان ما تجد القبول والتبجيل والاحترام بسهولة لدى العقل الجمعي، والمجتمع، ولكن الجرأة المتناهية التي تحتاج إلى شخصية فذه حديدية، تجدها عند الذي يسير أو يسبح ضد التيار الجارف!!
مهما يكن من أمر شاعرنا مظفر النواب كان عبقرياً في شعره الشعبي والفصحى، وأكمل عبقريته الفذة في أنه استطاع أن يفرض نفسه على عصره مشتهراً.
ثانياً - نبذة عن مسيرة حياته:
الشاعر العراقي مظفر عبد المجيد النوابولد عام 1934م في مدينة الكاظمية، من أسرة النواب الثرية المهتمة بالأدب والفن والمراسم الحسينية، قد هاجرت إلى العراق من الهند؛ إذ كانوا من أمراء الهند، وهم في الأساس عائلة عراقية تنتسب إلى الإمام موسى الكاظم (ع)، هربت للهند إبان ثورات العلويين، ومطاردتهم من قبل سلطات الخلافة العباسية.
تعرض عبد المجيد النواب لهزّة مادية أفقرته، ولكن المظفر نشأ عزيزاً أبياً شامخاً، دخل كلية آداب بغداد وتخرج منها، وبعد قيام ثورة 1958م عيّن مفتشاً فنياً بوزارة التربية في بغداد، انتمى للحزب الشيوعي العراقي، ولمّا حمّ الصراع بين الشيوعيين والقوميين سنة 1863م، تعرض للملاحقة والمراقبة، فهرب للبصرة، ومنها للأحواز في إيران، ومن هناك دخل الأراضي الإيرانية محاولاً الهروب إلى روسيا؛ ولكنه وقع في فخ المخابرات الإيرانية، فسلمته مخفوراً إلى الأمن السياسي العراقي، وبدوره هذا قدمه إلى المحكمة العسكرية، التي أقضت عليه بحكم الإعدام، تدخل الأهل والمعارف، فخففوا عليه الحكم، وسجن في سجن نقرة السلمان الرهيب، في محافظة المثنى (لواء الديوانية سابقاً، قبل انشطارها إلى محافظتي القادسية والمثنى)، أي في الصحراء القاحلة قرب السعودية، ونقل بعد ذلك إلى سجن الحلة المركزي، واستطاع مع السجناء السياسيين أن يحفروا نفقاً من زنزاناتهم يؤدي إلى خارج السجن، ولما نجحت الخطة، وهرب من السجن توّجه للأحواز العراقية في الجنوب العراقي، ومكث سنة حتى أعفي عنهم 1969م، وباشر بوزارة التربية كمدرس للغة العربية، ولكنه ترك التجريس ةغادر العراق إلى دمشق، ومنها لعدة عواصم عربية وغربية، ثم رجع واستقر في دمشق حتى عاد للعراق سنة 2011م.
ثالثاً - من قصائده:
أ - من قصائده الفصحى:
قمم) والتي يهجو من خلالها الحكام العرب بأوصاف وألفاظ لاذعة)
(القدس عروس عروبتكم) والتي يصف فيها العرب بالخذلان والتواطؤ في موقفهم تجاة قضية القدس.
(نعم مولاى تراب) وهى القصيدة التي يصف فيها كم الإساءات التي تتعرض لها الشعوب العربية جراء تصرفات المخابرات العربية في كل الدول.
يا حزن) وهى إحدى قصائده التي يصف فيها الحزن والألم.)
عالم القطط) وتنضم أيضا هذه القصيدة إلى شعره السياسي.)
الخوازيق) وهى تقدم نوعا من الهجاء للوضع العربي.)
في الحانة القديمة) في تلك القصيدة استغل كافة الوسائل اللغوية والتعبيرية لتجسيد فكرته التي يريد التعبير عنها واستمر في الإسقاط السياسي بشكل مبهر.
ب - ومن قصائده بالشعبي.
((للريل وحمد) التي تتراوح تواريخ كتابتها بين اعوام 1959 – (حرز) (ابن ديرتنه حمد) (حجام البريٍس) و (حسن الشموس)(يانهران اهلنه) (براءة)، تنتمي بروحية كتابتها الى تلك الحقبة من الزمن ايضا. اعقبت تلك (مشتاك ياديرة هلي) (العب..العب) (كالولي) (ليل البنفسج)(موحزن) (شكواطيب من أذيتك) (بعدك انت كلشي) (حمام نسوان).
كتبت خلال اكثر من ثلاثين عاما، كأنما شهدت شاعرية النواب التي اثمرت خلق مسار مغاير في مسيرة الحركة الشعري.
رابعاً - ما ذكرته عنه في كتابي (للعبقرية أسرارعا...)
مجّدته بكتابي (للعبقرية أسرارها...) مع أشهر عباقرة العالم والعرب على امتداد المكان، وعمق الزمان،
وأشرت إليه في قصيدتي التي مطلعها:
نعيماً أيّــــها العـــــربُ
وكــــلُّ ترابكم ذهبُ
بقولي:
ونصقلُ صوتَ(قائلنا)
عروسُ العربِ تـُغتصبُ
فلا(القدسُ)الشريفُ لكم
وفي(أوراسكمْ)صخبُ
لقد هُــــــزّتْ مرابعكمْ
وما اهتزّتُ لكم رقبُ
وضمنت بعض مقاطع أخرى من قصائده بقصائدي. وأشرت إليه في مقالاتي، وأحياناً بعناوين عريضة.
لاريب هو من أشهر شعراء العرب، لأنه هجّاء ساخر، مناضل وطني وعروبي غيور، وظاهرة صوتية مميزة، تلاقف العرب مسجلاته الصوتية من البحر إلى البحر،.................................
في الفصل السادس من كتابي (للعبقرية أسرارها...)، تحت عنوان (الاغتراب النفسي لدى العباقرة)، وفي الصفحة 110 ط 1 (طبعة دمشق)أقول فيما قلت:
"المعاناة امتلاء النفس بما يتفاعل فيها من أحداث الحياة وملابساتها ومفارقاتها،، والشعر تنفيس لهذه المعاناة، ومفتاح التعبير عن آمال الجماهير، وترجمان أحاسيسها و أهدافها، ومن هنا أيضاً تأتي غربة الشاعر مظفر النواب، فكان من أكثر الشعراء رفضاً للواقع المرير بكلّ أبعاده، وإنّ إغترابه النفسي موضوعي بتداخلات ذاتية هامشية، وربما تنتفي الذات عنده في كثير من الأحيان، فخلق من جبلة الرفض والتمرد، ولا يدري أين يحط؟!! ويرى الساحات أمامه حالكة معتمة في زمن الشرذمة والتجزئة، فمن قصيدته (ثلاث أمنيات على بوابة السنة الجديدة) يقول:
مرة أخرى على شباكنا تبكي
ولا شئ سوى الريح
وحبات من الثلج على القلب
وحزن مثل أسواق العراق
مرة أخرى أمد القلب بالقرب من نهر الزقاق
مرة أخرى أحني نصف أقدام الكوابيس بقلبي
أضيء الشمع وحدي وأوافيهم على بعد
وما عدّنا رفاق
لم يعد يذكرني منذ اختلفنا أحد غير الطريق
صار يكفي
فرح الأجراس يأتي من بعيد
وصهيل الفتيات الشقر يستنهض حجم الزمن المتعب
والريح من الرقعة تغتاب شموعي
رقعة الشباك كم تشبه جوعي
واثينا كلها في الشارع الشتوي
ترخي شعرها للنمش الفضي
للأشرطة الزرقاء واللذة
هل أخرج للشارع
من يعرفني
من تشتريني بقليل من زوايا عينيها
تعرف تنويني وشداتي وضمي وجموعي
أي الهي أن لي أمنية أن يسقط القمع جدار القلب
والمنفى يعودون إلى أوطانهم
ثم رجوعي
لم يعد يذكرني منذ اختلفنا
غير قلبي والطريق
صار يبكي كل شئ طعمه طعم الفراق
حينما لم يبق وجه الحزب وجه الناس
قد تم الطلاق
حينما ترتفع القامات لحنا أمميا
ثم لا يأتي العراق
كان قلبي يضطرب
كنت أبكي
كنت استفهم عن لون عريف الحفل
عمن وجه الدعوة
عمن وضع اللحن
ومن قادها ومن أنشد
أستفهم حتى عن مذاق الحاضرين
أي الهي.. أن لي أمنية ثالثة
أن يرجع اللحن عراقيا
وإن كان حزين
ولقد شط المذاق
لم يعد يذكرني منذ اختلفنا أحد في الحفل
غير الاحتراق
كان حفلا امميا
إنما قد دعي النفط ولم يدع العراق
يا الهي رغبة أخرى إذا وافقت
أن تغفر لي بعدي أمي
والشجيرات التي لم أسقها منذ سنين
وثيابي
فقد غيرتها أمس بثوب دون أزرار حزين
صارت الأزرار تخفي
ولذا حذرت منها العاشقين
لا يقاس الحب بالأزرار بل بالكشف
إلا في حساب الخائفين
وقد صبَّ دعبل الخزاعي من قبل ما يقارب ألف ومائتي سنة إلى مثل هذا التغرب النفسي والوحدة، ومظفرظاهرة تماثله - كما نوّه الباحث الراحل هادي العلوي في كتابه (الهجاء في الشعر العربي إذاً لماذا المؤرخون وكتاب الأدب والمفكرون المنحازون من العرب قديماً وحديثاً وجهوا سهامهم على الشعراء والمعارضين دون التمعن والتفهم لذواتهم، واحترام الرأي الآخر، فجروا عامة العرب إلى التعصب الأعمى القاتل للأرواح والحضارة والتقدم؟!!!
أليس من حق دعبل أن يصرخ لإنعدام مناصريه أيام الشدة كما صرخ المظفر نفسه:
ما أكثرَ الناسَ! لا بل ما أقلهمُ
اللهُ يعلمُ أني لمْ أقلْ فندا
إني لأفتحُ عيني حينَ أفتحها
على كثيرٍ ولكنْ لا أرى أحدا
خامساً - القصائد المختارة
القصيدة الأولى - شعبي:
روحي ولا تكَلها: شبيج
وانت الماي
مكَطوعة مثل خيط السمج روحي
حلاوة ليل محروكَة حرك روحي
حمرية كَصب مهزومة بالفالة ولك روحي
وعتبها هواي....
لا مرّيت... لانشديت.... لا حنيت
وكَالولي عليك هواي
وعودان العمر كلهن كَضن ويّاك
يا ثلج الي ماوجيت
تعال بحلم... ,أحسبها إلك جيّه واكَولن جيت
يلي شوفتك شبّاج للقاسم... ودخول السنة من الكَاك
يا فيّ النبع واطعم.... عطش صبّير ولا فركاك
يلرهميت... يا مفتاح فضة ولا رهم غيرك عليّ مفتاح
أجرت لك مخدتي وانطر الشبّاج اليجيبك
وانت عرس الليل والقدّاح
يا هلبت تجي وترتاح؟؟
طركَــ المسج والنوم...... طركَــ المسج والنوم
عمر واتعده التلاثين... لا يفلان
عمر واتعدّه واتعديت
ولا نوبة عذر ودّيت
وانه والمسج والنوم... واغمّض عود اجيسك يا ترف تاخذني زخة لوم
واكَلك: ليش وازيت العمر يفلان
يفلان العمر... يشكَر ولك يفلان
وهجرك دم... كل ليلة اشوفك بالحلم عريس
اكَول اليوم يجيبه.... خلص كَلبي واكَول اليوم
ولا التفتيت... ولا وعديت... ولا استخطيت
ولا طارش جذب ودّيت
ولا مرّة شلت عينك تعرف البيت
وكَالولي عليك هواي.... ورحت ابراي وجيت ابراي
حسبالي سنة وسنتين وتلاثة
واشوفك ذاك البكَلبي.... واضوكَــ الماي.. واضوكَك ماي
حسبالي اشوفك ابن اوادم.... يا شكَلك... موش اشوفك هاي
ولا حسّيت....... ولا استخطيت
ولا جيت اعله ماي
تبيع بيّه وتشتري بالسوكَــ
لا ما جيت
وكَالولي عليك هواي... كَالولي...
كَالولي...
كَالولي
القصيدة الثانية - شعبي:
مو حزن لكن حزين
مثل ما تنقطع جوّا المطر
شدّة ياسمين
مو حزن لكن حزين
مثل صندوق العرس ينباع خردة عشق من تمضي السنين!
مو حزن لكن حزين
مثل بلبل قعد متاخر
لقى البستان كلها بلاي تين
مو حزن..لا مو حزن
لكن احبك من كنت يا اسمر جنين!
خذني يا بحــــــر
خذني خشبة
خذني والبحارة لو نسيوك كلهم... ما نسيتــــك!
ما نسيتــــك
الخشبة عاشت عمر طيب
عشقت كل المخاطر
عاندت... مشيت بوجه الريح
لكن.... ما كسرهــــــــــا!
وصارت تسافر وحدهـــــــا
بلا اتجـــاه....!
وارجع احط خـــدي على خـــدك
يا بحـــــــــــــر
خشبــــة وبحــــــر
خشبة.... خلاص حنينة وكلش حزينـــة
خشبـــة لكن حيـــل اهيب من سفينـــــة!
ما بكيتـــــــــــــــك
فارقت انت السفينة
وانا جايبلك بحــــــــــر...!
جبتلك طوفان الحلم
حلم منذور بغياب الشمس
فارقت حلم الناس
ومليت السفينة والسفر!
ما بكيتـــــــــــك
انا بكتني السفينـــــــــــة!
منين ما طش الرذاذ... تريد تِبْحـــــــر...
تدري نوبات السفن لو ضاق خاطرها بجبن قبطانها
تسافر وحدهــــــــــا!
ما بكيتــــــــك
انا بكتنني السفينة
تدري نوبات المحبة تمـــــــلّ
واحبك للقهـــــــــــــر
القصيدة الثالثة - شعبي:
الريل وحمد
مرّينه بيكم حمد، واحنه ابقطار الليل، واسمعنه دك اكهوه
وشمينة ريحة هيل
يا ريل...
صيح ابقهر...
صيحة عشك، يا ريل...
هودر هواهم
ولك
حدر السنابل كطه
يا بو محابس شذر، يلشاد خزامات
يا ريل بللّه.. ابتغنج
من تجزي بام شامات
ولا تمشي.. مشية هجر...
كلبي...
بعد ما مات
وهودر هواهم
ولك
حدر السنابل كطه
جيزي المحطة...
بحزن...
وونين...
يفراكين
ما ونسونه، ابعشكهم...
عيب تتونسين
يا ريل
جيّم حزن...
أهل الهوى امجيمين
وهودر هواهم
ولك
حدر الستابل كطه
يا ريل
طلعوا دغش...
والعشق جذابي
دك بيّه كل العمر...
ما بطفه عطابي
تتوالف ويه الدرب
وترابك...
ترابي
وهودر هواهم
ولك...
حدر السنابل كطه
آنه ارد الوك الحمد.. ما لوكن لغيره
يجفّلني برد الصبح...
وتلجلج الليره
يا ريل باول زغرته....
لعبته طفيره
وهودر هواهم
ولك.. حدر السنابل كطه
جن حمد...
فضة عرس
جن حمد نركيله
مدكك بي الشذر
ومشلّه اشليله
يا ريل...
ثكل يبويه...
وخل أناغي بحزن منغه...
ويحن الكطه
كضبة دفو , يا نهد
لملمك... برد الصبح
ويرجنك فراكين الهوه... يا سرح
يا ريل...
لا.. لا تفزّزهن
تهيج الجرح
خليهن يهودرن...
حدر الحراير كطه
جن كذلتك...
والشمس....
والهوة...
هلهوله
شلايل برسيم...
والبرسيم إله سوله
واذري ذهب يا مشط
يلخلك...اشطوله!
بطول الشعر...
والهوى البارد...
ينيم الكطه
تو العيون امتلن....
ضحجات... وسواليف
ونهودي ز مّن...
والطيور الزغيره....
تزيف
يا ريل...
سيّس هوانه
وما إله مجاذيف
وهودر هواهم
ولك...
حدر السنابل كطه
القصيدة الرابعة - فصحى:
ثلاث أمنيات على بوابة السنة الجديدة
مرة أخرى على شباكنا تبكي
ولا شيء سوى الريح
وحبات من الثلج.. على القلب
وحزن مثل أسواق العراق
مرة أخرى أمد القلب
بالقرب من النهر زقاق
مرة أخرى أحنى نصف أقدام الكوابيس.. بقلبي
وأضيء الشمع وحدي
وأوافيهم على بعد
وما عدنا رفاق
لم يعد يذكرني منذ اختلفنا احد غير الطريق
صار يكفي
فرح الأجراس يأتي من بعيد.. وصهيل الفتيات الشقر
يستنهض عزم الزمن المتعب
والريح من القمة تغتاب شموعي
رقعة الشباك كم تشبه جوعي
و (أثينا) كلها في الشارع الشتوي
ترسي شعرها للنعش الفضي.. والأشرطة الزرقاء..
واللذة
هل أخرج للشارع؟
من يعرفني؟
من تشتريني بقليل من زوايا عينيها؟
تعرف تنويني.. وشداتي.. وضمي.. وجموعي..
أي إلهي ان لي أمنية
ان يسقط القمع بداء القلب
والمنفى يعودون الى أوطانهم ثم رجوعي
لم يعد يذكرني منذ اختلفنا غير قلبي.. والطريق
صار يكفي
كل شيء طعمه.. طعم الفراق
حينما لم يبق وجه الحزب وجه الناس
قد تم الطلاق
حينما ترتفع القامات لحناً أممياً
ثم لا يأتي العراق
كان قلبي يضطرب.. كنت أبكي
كنت أستفهم عن لون عريف الحفل
عمن وجه الدعوة
عمن وضع اللحن
ومن قاد
ومن أنشد
أستفهم حتى عن مذاق الحاضرين
يا إلهي ان لي أمنية ثالثة
ان يرجع اللحن عراقياً
وان كان حزين
ولقد شط المذاق
لم يعد يذكرني منذ اختلفنا أحد في الحفل
غير الإحتراق
كان حفلاً أممياً إنما قد دعي النفط
ولم يدع العراق
يا إلهي رغبة أخرى إذا وافقت
ان تغفر لي بعدي أمي
والشجيرات التي لم أسقها منذ سنين
وثيابي فلقد غيرتها أمس.. بثوب دون أزرار حزين
صارت الأزرار تخفى.. ولذا حذرت منها العاشقين
لا يقاس الحزن بالأزرار.. بل بالكشف
في حساب الخائفين
القصيدة الخامسة - فصحى:
هذه القصيدة ألقاها على مسامعي في أحد لقاءاتي معه بدمشق بصوت خافت هادئ، وذلك عندما سألته، هل تكتب قصيدة النثر؟ أجابني كلا ؛ كلّ شعري موزون، واستشهد بهذه الفصيدة:
إلى الضابط الشهيد إبن مصر...
ليس بين الرصاص مسافة
أنت مصر التي تتحدى
وهذا هو الوعي حد الخرافة
تفيض وأنت من النيل
تخبره إن تأخر موسمه
والجفاف أتم اصطفافه
وأعلن فيك حساب الجماهير
ماذا سيسقط من طبقات
تسمي إحتلال البلاد ضيافه
ولس قتيل نظام يكشف عن عورتيه
فقط
بل قتيل الجميع
ولست أبرىء إلا الذي يحمل البندقية قلبا
ويطوي عليها شغافه
لقد قبضوا كلهم
وأحقهم من يدافع عن قبضة المال
مدعيا أنها الماركسية أم العرافة...
*كريم مرزة الأسدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.