الصفحات

منفذا للعبوس | قصة قصيرة ...*بقلم الأديبة: عبير صفوت


⏪⏬
ضحكات متوالية ، و قصيدها الركود منفذا للعبوس ، الأمال فى عيون الصغيرات ، أحلام يحققها اللهو ، وكلمات مستصاغة فى معانى ، تستطاب بالأذن والأفواة .

تتفرس العيون المعتمة ، والوجوة العابسة ، كركام وباقى من بيوت لم تكن يوما عامرة ، للأخرين ، تتساءل ، ترى أيوجد من بينهن المختلفات ؟!

ساذكرك ويستطاب لك بالقول ، تقفز الفتايات الصغيرات ، وتصرخ وتختبئ ، وتكرر :
خَلَاويص ، مامعيش ، أجيب شندوتش ، لسة جعانة .

يطلقون الرايات فى كنف الإحتياج ، يتصارعون عند المدخل الحكومى :

سمرا ، تفيدة ، بسبوسة ، مفيدة ، تمارة ، وكل من لهن عيون دامعة ، متصنعة النبض بالحياة ، جنيها واحد ثمنا لدخول .

كم مر من الانتظار ؟! وكم كانت الأوقات ؟! يتعقبن المختلفات والمعذبات فى الأرض ، العيون لهن تتمنى و تعيش ، وتحلم وتعشق وتحب ، ولكل ذلك نهاية .

هذا الترولى ، يجرجر جثة دسمة ، تهتز لها ، مايركد اعلاها ، مكشوف نصف جسدة ، بتلك التلقائية من حاملية ، ساكن مسالم بلا روح .

يجاهد الشاب القوى ، فى صعود الأم المشلولة ، بكل الجهد والمقاومة والنزاع ، لصعود الأرض المرتفعة من المشفى ، تسكن الأم محض الوجيعة من التأوهات .

ويبكى الأطفال ، فى سياط الشمس المحرقة ، ويتصارعون مع الأوبة والذباب مرسى الوجوة ، التى تعتاد علية ، مسكنها بلا ادنى حركة ، أو رمشة .

وتصرخ النساء ، كل على زاويها ، بلهفة المغلوب والمرتكز فى الحياة ، على اجمل الأشياء :
بسبوسة بنتى ، أين انتى يابسبوسة ؟!

لست منكم إيها العالم ، أو اذ كنت اتنصل من الشقاء ، طريقى عجلات مسرعة ، فى اديم ليس به رجوع ، يلهون ، يدركون ، يحلمون ، يركد على طاولة يستعد .

الحساب فى الحياة ، والموت ، نراه واحد .

والحلم يتصاعد بالشكاء ، فى صور اللهو ، ينظرون لسماء ، يطلقون ابتسمات غير مفهومة ، يجهرون :
خَلاويص ، ما معيش ، أجيب سندوتش ، لسة جعانة .

يتصارع الجميع ، وتذكرة واحدة متشابهة ، تأخذك لراحة والشفاء ، أو اعلى عجلات مسرعة ، لا تسمع الا طنين من البشرية ، يتعاركون ، متمسكين بالحياة ، وهم فى الأصل يقتربون ، من بوابة الموت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.