الصفحات

غــاب الغــراب ...*صلاح احمد

⏪⏬
يقـولون أننا لا نرى نظرات الحب الحقـيقـية إلاَّ على عـتبات المقابر !!.
يقولون هناك فقط نكتشف ما كانوا يعنون لنا حقـيقـة !!.

مضحك أمرنا ، كل قبر يفـتح أمامنا ليستقـبل أحدنا نراه الأول . نعم الأول.
ما غاب عن المشهد إلاَّ الغراب .لا حاجة لنا به ، تعلمنا كيف نواري أحبتنا.
نظرات الحب الحقـيقـية نستحضرها ، نستدعـيها .ما يعنوه لنا نكتشفـه .
نعم نكتشفـه . هكذا يقـولون .
لم يرفع عـينه من عـلى المثوى الأخير لأحد أعـز أصدقائنا . بين لحظة و أخرى يمرر كفه على وجهه ، محاولا حبس تـأوهاته . الآن فقط اكتشـف ما كان يعنيه له !! قلت في نفسي . الآن فقـط ! رغـم عظمة الموقف ابتسمت له .
رد علي بنظرة فيها الكثير من الدهشة ، أراد أن يقـول شيئا ، لا الموقف و لا المكان يسمحان .أسرها في نفسه . لوقت لاحق .فهمت من حركة عينيه..
تمت المراسيم ، اللهم أكرم مثوى حبيبنا .
-- ستعرف حقـيقة ما أعـنيه لك يوما ، و سأعـرف حقـيقـة ما تعنيه لي .
-- أبدا من قال هذا ؟!! أعـرف ما تعنيه لي ، و الله الكثير الكثير ...
-- يقولون أننا لا نعرف هذا إلاَّ على أبواب المقابر .يرحل أحبتنا تباعـا ، و في كل مرة نحدث أنفسنا بأننا لم نعرف الحقيقة إلاَّ بعد رحيلهم .
-- هــراء من قال هذا ؟!! ما حاجتنا لمن يعرف ما نعنيه له الا في النهاية .
أطرق رأسه مدة ليست وجيزة وأردف : ألسنا صادقين مع أنفسنا ، مع من نحب ؟
-- لا لا صادقين و الله ، صادقين في كل ما نشعر به ..
-- إذا ماذا بــرأيك ..؟!! أليــس غـريب أمـرنا ...
-- هـكذا نحن ، هكذا خلقـنـا . لن تبكي علينا لا الأرض و لا السماء .
طز في نظرة حب على عـتبة المقابر و إن كانت حقيقـية ....
-- ما أروعك صديقي ..طز و الف طز في نظرة الحب هذه التي يقولون انها الحقيقـية ..هههههه
-- لا حاجة لنا بك أيها الغراب ، تعلمنا كيف نواري أحبتنا .

*صلاح احمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.