الصفحات

مسعودة | قصة قصيرة ...*م.سمر محمد عيد

⏪⏬
وأخيرًا..ابتسم لها الحظُ كما لم يبتسمْ من قبل..

ليس لها من اسمها نصيب؛ جارتنا المِهذارة، والتي لاتغلق فمهما حتى أثناء النوم..لم تفلح في زواج ولاعمل والأسباب أكثر من أن تحصى؛ فإن لم يكن قبحُها فهو تطفلها ومواظبتها على القيل والقال وكثرة السؤال.
بين أربعة حيطان ورثتها عن أمها، تعيش وحيدةً بعد طلاقها من زوجها الأخير..
هرعتْ إليّ بابتسامتها العريضة، قاطعة سلسلةَ أفكاري، في طريق عودتي من العمل، اعترضتني قائلة :
- باركي لي ..باركيلي.. تصنعّتُ الدهشة، وقفتُ لألتقطَ أنفاسي:
- ماذا ..أخبريني..بشّري..عريس جديد!!
- أي عريس حبيبتي..إنه مفتاح العرسان..خاتم سليمان ومارد السلطان..
- احكي..أخبريني يا مسعودة!
فتحت حقيبتها الممتلئة بالأسرار، وأخرجت جوالا حديثا، بغطاء ذهبي وميدالية ملونة، ولوّحت به مغترة..ضحكت من قلبي:
- مبارك ..مبارك.. (بدها حلوان)..
لم أجرؤ أن أسألها من أين وكيف.. تركتها غارقة بسعادتها الافتراضية..
مغتنمة الفرصة لأهرب منها .
فساعات العمل طويلة مملّة تستنفذ طاقتَنا، حتى بتنا نفقد متعةَ الاحساس بالأشياء الجميلة حولنا..
لكن المسعودة لم تدعني وشأني، فشدّتني من سترتي قائلة:
- إلى أين ياحلوة..أنا عاتبة عليك..
-خير يا قمر..ماذا جرى مني وما بدر؟
ضحكت عيناها المحاطتان بهالات سوداء، وقالت:
-منذ يومين يا قاسية وأنا أنتظر موافقتك على طلب صداقتي..ومالك عذر!!
- أنااا..اعذريني..وقتي ضيق والطلبات كثر، سأنظر قريبا بالأمر..من عيوني..ودعتُها على عجل..قاصدة منزلي..
دخلت غرفتي، فتحتُ صفحتي.. وإلى آخرطلباتِ الصداقة كانت وجهتي..:
-أينك يا مسعودة الثرثارة؟!
واادهشتي..طلبٌ معلقٌ وحيد؛ (أنثى استثنائية)!!!

*م.سمر محمد عيد
سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.