الصفحات

الدمية الباكية ... *مريم حوامدة

⏪⏬
إنه يوم الزفاف الجميع ينتظر موعد الخروج من البيت ، تأخر الوقت ولم تخرج ..؛ أمام متجر الألعاب انفجر البالون طارت الريشة ،ومات العصفور ،

ربما كانت تعتبرني أخت لها هكذا ادركت لاحقاً ، تزعجني تخيفيني كلما خرجت من باب الغرفة اجدها تنتظرني اركض مسرعة حافية الأقدام تتبعني بسرعة أكثر تحيط بي من جميع الجهات تقفز على كتفي ورأسي وتعرقل خطاي ، أعداد كثيرة شارفت على الثلاثين حملٍ صغيرٍ بألوانها الأبيض والبني والاسود الموشح بالبياض ،
لم يشفع لي صراخي وخوفي منها بل كان والداي وأخواني ينتابهم الضحك والاستهزاء مني ؛ انها مخلوقات لطيفة لا تؤذِ فماذا تهربين ؟
، هذه الخراف الصغيرة لا تكل ولا تمل عن اللعب والقفز في أفنية البيت والحديقة وكمثل اي مخلوق صغير تعتبر نفسها مدللة ، في الربيع فصل التكاثر حيث تتوالى الولادات للخراف ، يوما بعد يوم وخلال اسبوعين كان حجمها يوازي طفلة في الثالثة ،
ازدادت هواجس الرعب لاحقاً تحديدا عندما كانت امي تصنع من صوفها أغطية ومفارش لنا في الشتاء وتضع في فراشي قطعة من فراءها فابدأ في الصراخ والقي بها بعيداً وانام في برودة الشتاء بلا دفء ،
ذات يوم أحضر لي شقيقي هدية جميلة لعبة مكونة من قطعة خشبية مطلية باللون الأصفر والأخضر مثبت عليها غصن شجرة صغير يحاذيه عصفور من البلاستيك والريش مع صافرة ملتصقة ببالون صغير ، وكلما نفخت في الصافرة ازداد حجم البالون ليصل الاحتكاك للعصفور ويفتح فمه يزقزق ويصمت كلما قل النفخ في البالون ، فرحت جداً بهذه الهدية وكانت اول دمية أحصل عليها في طفولتي لكن سرعان ما انفجر البالون من شدة ما نفخت وعبث به مما أدى الى ان طارت الريشة وسكت العصفور ومات ، بكيت كثيراً لفقدان لعبتي وعدت الى فراشي البارد اختبىء من بطش الخراف ،
مرت عدة سنوات ولم احصل على دمية ، طلبت من والدتي دمية بحجمي تقريباً ولكنها ترددت حيث ان دمية بهذا الحجم تكون مرتفعة الثمن ونحن ثلاثة بنات وكيف لها أن ترضي الجميع ، وأخيراً حصلت على الدمية الكبيرة عندما كنت في السادسة من العمر واحتفظت بها لسنوات طويلة جداً ، قبل موعد الولادة الرابعة قررت ان اشتري هدايا للطفلات الثلاث احضرت اربعة دمى ووضعتها على السرائر ،شاهدت أمي الدمى ضحكت استغربت من فعلتي
: ولماذا اربعة مثلاً ؟
قلت : ثلاثة اربعة خمسة وأنا السادسة
لماذا لا تحبين الدمى يا أمي ؟
وضعت الدمية الرابعة في سرير مولودتي ،
وغفوت احلم في العصفور وبطش الخراف والدمية الكبيرة
والصغيرة في جانبي .

*مريم حوامدة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.