الصفحات

عيون بريئة | قصة قصيرة ...*بقلم: عبير صفوت

⏪⏬
حلقت كا فراشة متكسرة الجوانح ، تطفوا على حوائج الحلم ، تذدرد الريق ، متبصرة ، لقطعة خبز جافة ، تشهرها من شدة الجوع
والظماء ، تخاَطب تلك الأم بعيون متوسلة لله ، حتى لاَح صوتاَ مبحوح ضعيف ، لأبنة الرابعة ، بعيون جحظت من أجفانها ، تطلب بمزلة :
ماما أريد من هذا ياماما

جاَل نظر الأم ، لهذه الهيئة الضعيفة ، لفرخ تساَقط زغبة ، سرعاَن ما أنهمرت الدموع تسرى كالفيض ، تحاول أن ترتب حروفها :
نعم ، قطعاَ ، سيأتى بابا الأن

وعادت الأم تتساءل بفؤدها :
ما الذى أخر حاجتك ياعبد الحفيظ ؟!
وانشغلت عينيها ، تطفوا ، من تلك النافذة الصغيرة ، المطلة على حى السكاكينى الزهيد ، مسحت بمآقيها الحوانيت والأزقة والمقاهى ، ٱنما لا محالة

وتذكرت تلك الأحبولة ، حين قال زوجها المسكين بصوت أقرب للبكاء :
ماذا أفعل بهذا العالم ؟! لا يتم الرضا لأعوانة ، الا لشخوص مات فيهم الضمير ، ومحيت الذمم

يالهذا عبد الحفيظ المسكين ، لن يخلىَ زمن الأشراف من المتعاَب

وفركت عينيها خلف ظلاَ يسرى مترنحاَ بلا ثباَت ، وشهقت عندما تجلى وجهاَ بأسا ، تذكرتة جيداَ ، لهذا الجار البغيض ، كيف تسول له نفسة المساومة ؟!ولاَحت بضع كلماَت سامة ، فى براَح الذاكرة :
هنا بيتك سيدتى وملهى لأبنتك الصغيرة ، فبعض الازواج كتبهم القدر كأسم ، اما الفعل ربما يكون لأمثالى .

ودلفت دمعة حاَرقة ، مفادهاَ الحسرة على سائر الفقراء ، ورائحة الحوجة والقحت والمزلة ، وتنبهت لأبنتها حين لكزتها برفق ، تشهر فتات الخبز الجافة ، بصوتها المبحوح :
ماما أريد من هذا ياماما

وتشبثت الأم بضلوع أبنتها ، تحتوى قلباَ صغيرا ، لا يعرف إلإ الطعام والحنان والأمان ، ومسحت بعينيها مجرى الحوانيت والمقاهى والازقة ، متلهفة :
ما الذى أخر حاَجتك ياعبد الحفيظ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.