الصفحات

الآذان الــمتيـمــة ...*صلاح احمد

⏪⏬
قــالــت و هي تمـد يدها البضة الناعـمة ، من وراء الستارة المسدلة كحجاب محكم بين الشارع و فناء البيت ، كلما فتح الباب لطارق .لتمسك بسلة التفاح الهدية .

-- شكرا .. شكرا لك ، من يد ما نعدمها ...

-- هذا واجبنا و أقـل من الواجب ..

-- هذا من لطفك ، صحبتك السلامة .

تنهدت و تأوهت و هي تعبر الفـناء الى المطبخ . تضم الى صدرها سـلة

التفــاح الثالثة ..الرابعة هذا الصباح .

ما أكرم القـوم قالت ، و هي تلتقـط لوالدتها المقـعـدة ما اشتهت لها مما جاد به الكــرام .

-- إيه يا ابنتي إن الله إذا أحب عـبدا حبب الناس فيه .

بلهجة تهكمية ، و بصوت مسموع ردت على والدتها : شكرا لله .

أبــدا لم يروا من مـلامحهـا شيئــا .حرصت أن لا يروا من ملامحها شيئـا .

إلاَّ ما رسمـه خيــالهــم الــواســع ، آذانهــم !!.

و لما العـجب ، الأذان ترســم ، تعشــق ، تهـيــم ، تتـيــم .تتلـتهــم .

تـفــنـن الــعـذب الــرخيــم الشجــي المخملــي ، في أســر الآذان المتيمــة و تعــذيبهــا . أجــادت الســاحــرة اللعبــة .كـروان و هي تسـكب كلمــاتهــا من وراء البــاب .

صــرعــى الشجـــي ، قتــلى الـــرخيــم كـــثر !!.

-- و أنــا عــائــد من الســاحــل إشتهـيـــت للــوالدة هــذه السمكــات .

كــيف هــى ، أنشــاء الله بخيــر ؟.بلغيهــا سلامي أنــا عـبد الرحمان .

-- عـبــد الرحمان !عـبــد الرحمــان! ..آآه كيفـك عـبــدو ، انشاء الله بخيـر؟.

-- الحمــد لله على كل حــال ، أردت أن ......

-- صحبتــك السـَّـلامـة عـبــدو ،شــكرا عـلـى السَّمكات من يـد ما نعدمهـا

هههههه من أذن مــا نعـــدمهــا ..ههههههههه .

-- هههههه يا عـفـــــريتــه .. ههههههه.

غــادر عـبــدو و عـبق عـطرهــا الأخاذ ، و الوحيد منها الذي لا يعترف بالحواجز ، أســره و طــار بلبــه .مطلقــا العنان لخيــالــه .

-- قــدهــا ممشــوق ..أكيد قـدها ممشــوق . فمن لها هذه اليــد الناعـمة الــرقـيقــة ، لـــن يكــون قــدهــا إلاَّ ممشـــوقــا .

شـعــرهــا كستنــائــي ، أســــود أســود أكيــد .لــن يكــون إلا أســود .

ردفيهــا ممتـلئتيــن ، أكيــد ممتلئـتيــن . صــاحبة صــوت شجــي كهــذا لن تكون ردفـيهــا الا ممتلئتيــن ....

شفـتها رقـيقة أكيد رقـيقـة ... ممتلئــة ، ممتلئــة أكيـــد ..

لــم يكــن عـبــدو قـتيــل الـــرخيــم الشجــي الوحيــد . عـذوبه قــاتـلة كــاسحة ، مــزلــزلــة . و هــذا ما يشعــر به كل من يـقـف في وجــه الستــاره . فــلا تــرا ه الاّ مسـتعــدا ليهــبهــا كـــل شــيئ .

و إن كــانت روحــه !!.

نــارا مستعــره ، لا يــريــد الصـوت الــعـذب الا أن يــزيدهــا تــأجيجــا .

فــالــرجفــة التي تصيــب الآذان المتيمــة لـم تــكن لتخــفــى . وهم يجهــدون لإختلاق كلمات في غـير موضعهـا و في الكثيــر من الأحيــان لا معنى لها .

-- أيــن أنــت .... يــا وحيـــدتــي أيــن انــت ؟ نــادت المقـعــده .

-- أنــا هـنــا يــا أمــي .. جنبــك أنــا .

-- اتعتقـــدين أن معــاش والــدك مـــوعـــده غــدا ..؟

-- ربمــا مــن يــدري ، نتمنـــى ذلـــك .

أرخــى الليل ســدولــه ، ســاد السكــون . تسللت كعــادتهــا الى الشــرفــة .

جبهتهــا المتقــدمــة حبــل الغسيــل الممـدد على طول الجبهــة ، رفيقهــا في الفـتــك بالحـالميــن !مــدت يدهــا سحبــت الســروال الأحمر الشفــاف

و الذي أبــلى يومهــا بــلاءا حسنا . حمالة الصدر الصفـراء .و التي أكيد ما قـصــرت مع الآذان العـــاشـقــة . ضمتهــا الى صــدرهــا ، و قــالت و كــأنهــا تحــدثهــا ..ما رأيــك يا صدريـتي الجميــلة تقــول والـــدتي

أن من أحبــه الله حـبب الناس فيــه ...
ألــــم اقــل لكـــم أنهــا عــفــريــته ..!!!.

*صلاح احمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.