الصفحات

ويتجلى النهار | مسرحية قصيرة ...*عبير صفوت

⏫⏬
خلفية خشبة المسرح خلفية لسنابل من القمح علي أرض زراعية

الشخوص
صالح : مواطن ريفي فقير
أم صالح : إمراة بسيطة
خطيبة صالح ....

تقف أم صالح علي خشبة المسرح وتنظر للبراح ، حيث تتألق جدائل القمح بلونها الذهبي ، تصرخ أم صالح وهي تنظر لسنابل القمح ، متلهفة النداء تجهر :
صالح ، صالح ، اسرع ياصالح لتري ما يسر عينيك .

يأتى صالح مسرعٱ وهو يقوم بثني أكمامة ، مستفهمٱ :
ماذا حدث يأما ؟!

تَتَفوة أم صّالح وهي تّجذب يد إبنها صالح :
هاهو النهار قد تَجلي ، والسنابل تتلألأ والعِيدان تتَراقص ، ألم أقل لكَ إنها البشارة .

صَالح قائلأ في علأمة مِن اليأس وهو يُعاود بسط أكمام جلبابة :
كم سنة ونحن نتحدث بالبشارة ؟! سطوع النهار بشارة ، والشمس لمَا تذغرد بشارة ، والزرع لما يتمايل نقول جانا الهنا ، والمطر لما يرخ نقول يَسلام ، إلى متي يأما ؟! بنقول والفعل مفيش ، الى متي سيكون الحلم أعور لأ يدرك الحقيقة ؟!

تخرج أم صالح عن صمتها متسائلة :
وماَ هي الحقيقة ياَصَالح ؟!

صَالح يقول وهو يشير الى سنابل القمح :
الحقيقة في خدمة الأرض ، في التقاوي ، ومكنة ري الأرض ، الحقيقة في المال يأما ، الحقيقة في هنومة التى كتب أسمها على أسمى ونحن صغار ، الحقيقة أني لن أستطيع أسعدها من غير المال ، الحقيقة هي المال ، و نحن ياما ليس لدينا مال .

أم صالح تغالط نفسها مترددة :
لا تقطع الأمل يابني ، ماَدمنا أحياء ياولدي .

صَالح ينفعل :
كيف للأحلام أن تعيش بلاَ مَال؟! كيف لنا أن نغرس؟! بِدُون عُمال ومكينة ، كيف النصر للأوطان بدون شعوب أقوياء وعِتاد وأسلحة للدفاع ، نحن لا نستطيع ذلك ، هذا هو الواقع يأما ، انها الحقيقة التي لا مفر منها .

أم صَالح تأخذها الأشجان المفزعة وتبكي :
صَالح ، استمع جيدأ لأمك العجوز ياولدي ، أنظر ياصَالح إليا ، ماذاَ تَراني ؟!

تَتَحدث أم صالح بصورة تمن عن اليأس :
أنا يابني ايامي قليلة في هذه الحياة ، وهذه العجوز التي تحدثك ، لديها قليل من الأموال في صورة مقدار من الذهب ، هيا هيا ياصالح خذ إياهم وأفعل ما تدركة في المنافع والإستفادة يابني .

صَالح ينظر للأم بعطف وحنان وحُب وتقدير ، ثم يَقول :
ماذاَ تقولين إيتها العظيمة ؟! أولزال لديك مزيدا من العطاء ؟! إيتها الأم الرائعة ، وكم اود ان اذكرك وأن تناسيت ، أنا أبنك صالح يأمي ، الذي رأي ما لا تسر عينية ، وقد علمت من هو أبي ، ولم أنكر الخذيان بالعار ، و الظلم لك كان أطنان ، تحملتي من أجلي أنا الولد الوحيد والصغير الذي كان صالح ، والأن بعد هذا العمر بي تَجلي ، والمشيب بوجنتاكي رست علي شَواطئ العَجز ، تقولين ما تقولين ، لا يأمي واللهي ابدا .

الأم يأخذها الشعور بالأمومة تقفز تعانقة قائلة في زهو :
صَالح ، الا تعلم ؟! يابني أن المرأة تحب شيئان في حياتها ، الحلم الضائع والأبن الوحيد الذي يحقق هذا الحلم ياصَالح .

صَالح يعترض :
أحقق الأحلام بلأ أموالك ، بلأ أن اظلم أمي .

الأم تؤكد :
صَالح هل تعلم أنك تنصف أمك ياصَالح ، الإنصاف هو أنتـ وهذا النجاح هذان شأن واحد ، كم تمنيت يابني ذلك .

صَالح :
لكن يأمي .

الأم مجدداَ :
صالح إنها أمنية ، ليس عليك الأ تحقيقها لأمك العجوز يابني .

صالح يجذب يد الأم نحو سنابل القمح قائلأ :
أنظري يأمي ، بدي الأمر بشارة .

الأم تبتسم باكية في تأكيد :
ألم تدرك الأ الأن ياصالح ، فقد أدركت انه بالطبع ذلك ياولدي .

صالح والأم يتَعانقان .
تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.