الصفحات

قصة اجتماعية - أبراهيم ....* بقلم عبير صفوت


  أرتمي ابراهيم علي الكرسي المقابل ، وكأنه أنفض كشوال من الغبار ، اسقاطته الأزمنة سقوطا علي غاية ، حين ألقي الضابط بحتف اللحظة ، كلم في صورة سؤال ، وقد بدي الضابط يشعر تجاة الرجل بشئ من الرثاء .


حتي خطفة البصر نحو النافذه المجاورة ، حتي تالقت الملابس البيضاء للسجناء ، حتي اخذ الضابط علي الإهتمام وعسير من سؤال: ابراهيم ، ما الذي اتي بك الي هنا يا براهيم ؟!

نظر ابراهيم نحو ساعة معلقة بالجدار الأمامي ، حتي قال : ما الفائدة يابية ، في كل الحالات ، انا هنا .

قفز المحقق من كرسية تخلف من خلفة دفعة للكرسي ، جعلته يدور لاهثا ، حتي اقترب من المسجون ادناه قائلا : انت لست ملك نفسك .

نظر ابراهيم منكس الراس ، وهو يستمع ويري هذه الأصوات ، عندما باتت تلك الضجة تتلاشي من خلفة كالعدم ، وهم يقومون بتوديعة .

اعاد الضابط ابراهيم الي عالمة : يشهرة الي حقوق نفسة ، ومالة عليها.

إنما.

ما علية كان محني قاسية خرجت من جلباب التنكر ، الي اشواك الصبار ، حتي نهنهت الأم في حزن قاتم تتلفظ بالشؤم : يا عيني عليك يابني .

حتي اندفع أبراهيم نحوها قائلا : انا برئ ياما .

ثم راي الاب منزويا بجدار الحائط ، آمال قبل قديمة باكيا : انا برئ يابا .

ولوح لاختة الوحيدة : اخوكي برئ يانجوي .

خرجت نجوي عن شعورها قائلا: ابي ابراهيم مش ممكن مش ممكن يابية مش ممكن .
حتي انفرط الاب من البكاء بنشيج متمتما : منه له ، منه له .

هاج وماج ابراهيم : صدقوني يناس ، ياخلق ياهو ابراهيم برئ ، برئ ياما ، برئ يابا ، برئ يانجوي .

انتبة أبراهيم علي صوت الضابط ، وهو يخرجة من لحظات الماضي العسيرة ، قائلا : ابراهيم عليك ذكر الادانه .

استمع ابراهيم لهذه الكلمة ، حتي صار مثل الثور الهائج ، يجري نحو سياج النافذة ، يصرخ ويبكي : انا برئ يا عالم برئ ياهو ، برئ ياما ، ابراهيم برئ يناس ، ابراهيم .....اشرف انسان علي الارض .

*عبير صفوت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.