الصفحات

متملقــــا يدعــــي ...*صلاح احمد


أبــــــــــدا لــم و لـــن أنكـــر أنني متملقـــــا ..
أبــــــــــدا لـــــم و لـــــن أنكر أنني انتهازيا ..
أبـــــــــــدا لـــــم و لن أنكر أنني وصوليــــا ..

أبـــــــدا لست خجلا ، لست خجلا أبـــدا ..و لما الخجل ، مجبرا أخــــاك .
هـــل تعتقـــد أنني أضحيت متملقــا هكذا ، بين عشيـــة و ضحاها ...
هـــل تعتقـــد أنني أضحيت وصوليا ، إنتهازيا ، هكذا بين عشية و ضحاها ..
أبــــدا يا لائمي أبدا . للتملـــق أسبابــــه و مسبباته على رأيه .
أخــذ نفســـا عميقـــا من سيجارته و أردف :
هل تعتقـــد أنني راض على نفســـي ، و أنا اركض لاهثـا متملقـا ، أبــــــدا .
و هــل تعتقـــد أننــي لسـت متـألمــتا ، لحــــال كرامتي ..
غـــرتك ابتسامتي المصطنعة ، مسحة الرضى الكذابــة . مجبرا أخــــــاك .
فالتمـــــــــــــس لي عذرا .
عشت الحقبة الاستعمارية ، عشت ويلاتها ، جوعا و خوفا . كنت أرى بأم عيني
أولئـــك المتخبطين في رغــد العيـــش ، سكـــان البيوت اللائقـــة .
صدقني لم يكونو الاّ أذرع الإدارة الاستعمارية يومها ، رجالها و اذنابهـــا ،
و السابحين في فلكهــا تملقـــا و تـــوددا
فنـــــالوا ما نالــــوه ، دون غــيـــرهم ، لا بعد جهـــد و ان زعمــــو .
كمــــا زعم الذين من قبلهـــم .اولئك الأكثر عراقة منهم ، في التملق و التودد ، خــــدم الدولة التركيــــة و أذنــابهـــا ....
يدهـــــا الطــــولا ، في جمع الظــــرائب و قهــــر الأهـــــالي .
ركضـــت مسرعـــا ، و غيري كــثر .خوفـــا من فوات الفرصـــة . ركضــت الى الادارة الجديــده تدفعني عـقـــدي ، متملقـــا متلهــفـــا ، عــارضــا خــدمــاتي ، طــالبا الرضــــى .لأنـــال شيئـــا ، و إن كــــان فتـــات .
أشعـل سيجــارة أخرى ، .. نفســـا عميـقـــا ، تنهيـــدة من أعمـــاقــه . مــواصلا ادعاءاتــــه ، إسمــع منــي قــال :
ضحـــايــا الـــحرمـــان و التهميـــش ، سكـــان المداشــر و القـــرى ، إبــان الحقبــة الاستعمارية ، و بمــا أن معــانــاتهــم كانت اكبـــر ، تدفـقـــو الى المدن ، متلهفـيــن أكثــــر من غيـــرهم . تاركين قــــراهم ، التي لم يعرفــوا فيها الاّ البـــؤس ، تركوهــا غير مأسوف عليهــــا .نصب أعينهـــم بيتـــا لائقــا ، و لقمة هنيــــة .الحرمان جعلهم يرون هــــذا هدفــا لا بعـــده .
تنهيـــدة من الأعمـــاق ، و عينــه شاخصة الى الافــــق أردف :
انظر حولك ، أمعـــن النظــر .الا ترى أنـــه لا غيرهـــم أذنـــاب الإدارات المتعاقبــة من نـــال حظــه ، و إن كــــان فتــــات ...
الا تـــرى الفتـــات أحســـن من لا شيــــــــــــــــئ .
ليــس ســـرا ان قلت لك أن الحرمان جعـــل الدنيـــا مبلغ همنـــا ، و بكــل الوسائــــل و عبر كل السبـــل .بمـــا فيهـــا التملـــق و التــــودد لمن بـــيده الحــــل و الربــــط . الا فـــألتمــــس لي عـــذرا . و كمـــا اخبرتـــك .
لا تعتقـــد أنني سعيـــدا لما انـــا فيـــه و عليــه، التضحيــات جســاما ....
و يشهــــد الله أننــي كنــت صــادقــا و صــريحــا معـــك .....
- أعانــــك الله على ما أنت فيـــه أيهــــا المتملــــق ، صـــدقتــك ...
عذرك معــــــــــــك أيهـــا الــــذيــــل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.