.... هي امرأة في حساب الزمن قاربت خريف العمر ولكن في حساب شغفها بالحياة فهي في ربيع العمر.
اليوم أتمت رسالتها في تربية أولادها فالبنات تزوجن ولم يتبق في الدار غيرها وزوجها.
كانت مسيرتها كغيرها من النساء تعب ومعاناة وحرب قاسية ضد ظروف العائلة المادية القاسية وظروف البلد ألتي أسقطت ظلالها القاتمة على كل مفاصل الحياة فكان الخوف من المجهول هو هاجسها كما غيرها من النساء.
اليوم صارت تستيقظ على صوت فيروز وتغريد العصافير قرب نافذتها غير مبالية بالوقت، فليس هناك من تقلق على تأخره على مدرسته او القلق على يومها من العثرات، فتقاعد الزوج وبعض المساعدات من البنات وفرت لها مايغنيها عن التفكير والتدبير.
ولكن.....هذا الشعور بالإستقرار أخذ منحى لم تعهده سابقا، ربما انشغالها بأمور أولادها كان يحجب عنها التفكير بنفسها ومتطلبات جسدها وروحها، فالشريك مشغول عنها بالتلفاز وقراءة الكتب بعد مرضه فصار مستسلما كئيبا كحجرة صماء.
اليوم، صار الهدوء من حولها يجبرها على التفكير بنفسها وحقوقها كامرأة فتنفعل وتغضب وتتمرد على واقعها، حاولت بشتى الطرق العودة لسكينتها ولكن عبثا، فحقيقة كونها امرأة محرومة صار يجلدها، والبوح بمكنونات نفسها حرام.
*نداء الجنابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.