الصفحات

قراءة في قصيدة أحلي خبر لنزار قباني ..* بقلم عبير صفوت


القصيدة
كت بتُ (أحبُك) فوق جدار القمر
(أحبُّك جدّاَ)
كما لا أحَبَّك يوماً بشَرَ

ألم تقرأيها ؟ بخط يدي
فوق سوُر القَمَرّ
وفوق كراسي الحديقة
فوق جذوع الشَجَر
وفوق السنابلِ
فوق الثمَرّ
وفوق الكواكب تمسحُ عنها
غُبار السَفَرّ
حفرتُ ( أحبُّك) فوق عقيق السحر
حفرت حدود السماء ِ
حفرتُ ....مر...
ألم تُبّصريها ؟
علي ورقات الزهَرّ
علي الجسر ،والنهر ، والمنحدرّ
علي صدفات البحارِ
علي قَطَراتِ المطرّ
ألم تَلّمحيها ؟
علي كلّ غصن
و كلّ حصاة و كلّ حجرّ
كتبت علي دفتر الشمس
احلي خبر
(ُاُحبكِ جداّ)
فلتيكِ كنتِ قرأت الخبر
**********

القراءة
اسم القصيدة يعتبر من الدوافع الأخبرية للفعل اللفظي للشاعر .
اللغة الفعلية الأسطورية طبعت لثام علي وجنتي القصيدة ، فكتب الشاعر فوق سطح القمر ( احبك جدا ) هنا نري الفرحة تتجلي في اللفظ مندفعة في حالة البهجة والانبساط، وهنا يتفرد الشاعر التمجد في إطار النفس هو يحب خلاف البشر ، التقديس هنا للغة الشاعر هي التعبير بالأهمية لماهيات هذا الحب ، التسأؤل هنا هو نوع من الدعابة والتمضغ باللفظ وتكرار الأسطورية الخلاقة لشعور الاغراء في الحب ، واتساع رقعة الخيال في بهجة الحب ، فوق سطح القمر وفوق كراسي الحديقة شهقة خاطفة اخذت بنا من العلو الي السقوط ، السقوط في عالم الطبيعة الخلابة والجمال ، هنا اخذنا الشاعر من الاسطورية الي الواقعية ، فوق جذوع الشجر ، فوق السنابل ، فوق الثمر ، الحركة الديناميكية هنا تداولت في إطار النسيج الحركي ، جعلتنا نتحرك ونواكب المشاعر مع الحركة ، اللفظ هنا متناسق مع المعني والتعبير والإلقاء الجيد ، وفوق الكواكب يمسح عنها غبار السفر ، اخترق الشاعر هنا عالم الموجودات تتجلي خارج حدود الزمن ، التمس الشاعر هنا بكلماته الأفق وتزامن مع الخوارج حتي حفر عليها كلمة احبك ، بل يأخذنا الي لغة تأكيدية ، وانما يستعرض في منطوق الحركة الجيدة التي تاخذنا الي القناعة ونتجول معة كالفراشات ، فوق الجسر والنهر و المنحدر ، علي صدفات البحر ، علي قطرات المطر ، ألم تلمحيها ؟
فهنا تجولنا أسطورية القارئ الرائعة ، من ثم دون علي دفتر الشمس ، وكأن الشاعر يطلب من الشمس ان تستعرض جمال السرد والتعظيم بالحب في لمحة من لمحتها عندما تنثر الاشعة الذهبية في الأنحاء ، أحبك جدا ، ليتك كنت قرأت الخبر .
يربط الشاعر هنا الخبر المجازي بالخبر تحقيقا في الواقع المستقراء لاحداث تمت برفاعة التأثير الفني الذي لازم مساحات شاسعة تربض بقلوبنا التي مازالت تعيش بين كلمات واحداث تجسدت برؤؤؤؤؤعة الإلقاء .
بقلمي
عبير صفوت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.