الصفحات

ملف الأدب الفلسطيني ... 9 ــ أدب االطفل


تعتبر سمات أدب الأطفال الفلسطيني هي ذاتها سمات أدب الأطفال في الأدب العربي الحديث عامة، وهي التي جعلت أدب الأطفال يتأخر في حضور شخصيته إلى وقت قريب، ويتأخر في ظهوره بالمعنى العلمي الحديث، حتى يصح القول إنه إلى الآن لم يظهر
الأدب الفلسطيني المتخصص في كتابة أدب الأطفال بعناصره الأساسية.

بيد أن بالإمكان القول إن بعض المربيين الفلسطينيين أسهموا في وقت مبكر من حياة الثقافة الفلسطينية الحديثة بالاهتمام بالأطفال والكتابة لهم، وخاصة في مجال الكتب المدرسية. وربما كان خليل السكاكيني، هو رائد هذا الميدان، في كتابه "الجديد"، الذي ألفه بطريقة درجات متصاعدة تبعاً لمدارك الأطفال من خير المؤلفات المدرسية في الوطن العربي الحديث عامة، وفي الثقافة الفلسطينية الحديثة خاصة. وقد أسهم محمد إسعاف النشاشيبي، بنصيب في هذا الحقل بكتابه "البستان".

وإذا كان الكتاب المدرسي، على مافيه من مآخذ تخرجه أحياناً من دنيا الأطفال، قد بنى لبنة متواضعة الأهمية في هذا الشأن، فإن بعض الكتاب الفلسطينيين كتبوا مادة يمكن أن تكون في بعض جوانبها في منال الأطفال، وإن لم تجمع خصائص أدب الأطفال ولم يقصد كتابها التوجه إلى الأطفال. وفي طليعة هؤلاء الكتاب اسحق موسى الحسيني في كتاب "مذكرات دجاجة"، فالإصغاء النفسي للحيوان الذي يقارب منطقه منطق الإنسان من عناصر الشخصية عند الأطفال. وهناك بعض الكتب الفلسطينية التي تثير اهتمام الأطفال الكبار، وإن لم توجه إليهم في الأصل، مثل: كتاب"الدنيا حكايات"، وكتاب "من سواليف السلف" لفايز علي الغول.

جاءت بعد هذا النوع من الكتابة مرحلة اتجه بعض الكتاب الفلسطينيين فيها إلى كتابة كتب موجهة للأطفال خاصة. لكنها اتسمت ببعض السمات السلبية التي أصابت كتباً عربية أخرى، مثل:

1- غياب تحديد مراحل العمر عند الأطفال الذين تصلح الكتب لهم، فتثير اهتمامهم وفضولهم.

2- غياب الربط بين واقع الأطفال ومضمون الكتب في بعض الأحيان.

3- الربط بين لغة الكتب والجو النفسي لمراحل الطفولة الموجهة هذه الكتب إليها.

ولكن هذه السلبية، لا تقلل من الناحية التاريخية من مسيرة التأليف الأدبي للأطفال لدى المؤلفين الفلسطينيين. ومن الكتب التي يمكن الإشارة إليها في هذا الحقل: كتاب "كوكو البطل"، وكتاب "خالد وفاتنة" لراضي عبد الهادي، وكتاب "سمسمة الشجاعة" لأمين فارس ملحس، وكتاب "أحمد المدلل"، وكتاب "أيام الشتاء" وكتاب "وردان"، وهذه الثلاثة من تأليف فايز علي الغول، وإسحاق موسى الحسيني ، وكتاب "الملك سيف بن ذي يزن" لتوفيق أبو السعود، وكتاب "ذكاء القاضي" وكتاب "العدل أساس الملك"، وهما مسرحيتان للطلبة ألفهما نصري الجوزي، وكتاب "مجموعة مسرحيات تاريخية" لجمال حجازي، وجميل أبو ميزر.

ولما أخذت البلاد العربية المتقدمة نسبياً في نهضتها الثقافية تعنى بالأطفال، وخاصة منذ بدايات الثلث الأخير من هذا القرن؛ أخذت أقلام فلسطينية جديدة تتجه إلى كتابة أدب الأطفال، لكن ظلت التقديرات الذاتية للجو النفسي للطفل هي الغالبة على هذه المرحلة أيضاً، وكذلك عنصر التجريب بدل عنصر النضج الفني في كتابة هذا النوع من الأدب. ثم إن كتاب هذه المرحلة لم يظهر بينهم كاتب متخصص تمام التخصص في الكتابة للأطفال بأدواته وعناصره ومؤهلاته الرفيعة المستوى، وعلى الرغم من ذلك، تعدَ هذه المرحلة مرحلة متقدمة نسبياً على مامرَ بها من مراحل في أغلب الأحيان.

ومن كتّاب هذه المرحلة الأخيرة البارزين: القصاصون محمود شقير، وفخري قعوار، وشحادة الناطور، ومفيد نحلة، وقد أسهموا بكتابة القصة القصيرة، أما مفيد نحلة فقد أسهم أيضاً بالرواية. وشارك بالرواية وبالشعر كذلك أحمد أبو عرقوب. ومن الذين أسهموا بكتابة الشعر الفلسطيني للأطفال: علي الخليلي، ومحمود الشلبي، ومحمد القيسي، والشاعر الشعبي(أبو الصادق).

وكان لعبد الكريم الكرمي (أبي سلمى) ولمعين بسيسو إسهام في هذا المجال. ومن الكاتبات الفلسطينيات اللواتي عنين بأدب الأطفال: باسمة حلاوة، وروضة الهدهد التي أخذت في كتابة بعض المؤلفات التي تصور أبطالاً من تراثنا للأطفال.

*مركز المعلومات الفلسطيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.