الصفحات

ملف الأدب الفلسطيني ... 10ــ أدب الرحلات


عرف الفلسطينيون هذا النوع من الأدب لأنهم ترجموا ثمرة اتصال فلسطين بكثير من بلدان العالم، وثمرة اتصالهم هم أنفسهم بتلك البلدان. وقد برز بينهم رحالة ملكوا صفات الرحالة العرب القدامى الذين اشتهروا بيقظة الملاحظة، وعمق الإدراك، وبراعة التعبير
عن كل ما يلقونه في البلاد التي رحلوا إليها.
ولعل في طليعة هؤلاء جميعاً: الشيخ خليل الخالدي (1863-1941)، وروحي الخالدي (1864- 1913). فقد أولع الشيخ خليل الخالدي بالرحلات الطويلة الشاقة إلى حد أنه استطاب شدَ الرحال إلى العالمين العربي والإسلامي شرقاً وغرباً، وطاف في دور الكتب القائمة في العواصم الإسلامية والعواصم العربية، ووقف على تلك الخزانات وما احتوته من كتب مخطوطة وآثار محفوظة ونسخ شاردة، واجتمع له من هذا كله أن أصبح ثقة العالم الإسلامي في التراث العلمي الإسلامي الممثل في الكتب والمدونات والسجلات والمكتبات والكراريس والمخطوطات.

وأولع الشيخ خليل بالأندلس، ورحل إليها رحلتين كانت الثانية في عام 1932. ووقف في مساجدها وجوامعها يستنطق آثارها ويستقصي أخبارها. وقد كتب في ذلك كتاباً بعنوان "رحلتي إلى بلاد المغرب والأندلس". وقال عنه أحمد بن محمد الهواري في كتابه "معجم الشيوخ": "إن للشيخ الخالدي مذكرة في نحو خمسين جزءاً في ذكر ما وقف عليه من الكتب والمكتبات التي زارها".

أما روحي الخالدي فله تطواف في بلدان شرقية وغربية، وقد زار الأندلس، ودوّن كتاباً بعنوان "رحلة إلى الأندلس" وصف فيه آثار تلك البقعة العربية النادرة.

وهناك عدد من الفلسطينيين الذين اهتموا بأدب الرحلات، وبالرحلات، منهم اسكندر الخولي البيتجالي القاضي الشاعر الذي زار أمريكا الجنوبية في مهمة إنسانية سنة 1952، وكتب في ذلك كتاباً بعنوان "جولة في أمريكا اللاتينية. "وبندلي صليبا الجوزي (1871-1942) الذي ألف كتاباً بعنوان "رحلة البطريرك مكاريوس ابن عم الزعيم إلى بلاد الكرج". وجورج اسكندر دوماني، العكَي المولد الذي تخصص بدراسته في أمريكا في علم طبقات الأرض وعلم النباتات والحيوانات المتحجرة، واختارته الأكاديمية العلمية في الولايات المتحدة سنة 1958، عضواً في البعثة الجيوفيزائية إلى القطب الجنوبي، فكان أول عربي وطئت قدماه تلك المجاهل، ونشرت له مكتبة الكونغرس الأميركي كتباً علمية بقلمه.

ومن الفلسطينيين الذين لهم نشاط في ميدان الرحلات وأدبها: القس أسعد منصور، والمطران نقولا عبد الله، ودرويش المقدادي، ونقولا زيادة، وأكرم زعيتر، وعلي الدجاني، ومحمود العابدي، وعارف العارف، وعزمي النشاشيبي.

فقد زار القس أسعد منصور بريطانيا، وألف كتاباً بعنوان "رحلة إلى بلاد الإنجليز" طبع عام 1930، وألف المطران نقولا عبد الله كتاباً بعنوان "انطباعاتي في إفريقيا".

وكتب درويش المقدادي مقالات في المجلات العربية وصف فيها رحلات كبار المؤرخين العرب والمسلمين. وفي سنة 1924 زار عمان(عاصمة الأردن)، ووصف رحلته إليها بمقال نشرته مجلة دار المعلمين تناول فيه عمان – الرومان ومحالفاتهم- والمدن العشر وآثار عمان- والشركس وعادة الخطف عندهم.

واهتم نقولا زيادة بالرحلات وأدب الرحلات عند العرب وعند غيرهم من الأوربيين؛ فألف كتابين في هذا الميدان، الأول بعنوان "رواد الشرق العربي في العصور الوسطى" نشره سنة 1943، وعرض فيه للرحلة والرحالين في العصور الوسطى، والرحلة والحج، والحجاج المسيحيين، والجغرافيا والرحلات في الإسلام، والرحالة المسلمين، والرحالة الأوربيين في زمن الصليبيين، ورحالي القرن الرابع عشر، ورحالي القرن الخامس عشر، ورسم صورة للحياة في الشرق العربي مقتبسة من رحالي العصور الوسطى، وعرض للأسفار في العصور الوسطى.

أما كتابه الثاني في هذا الموضوع فهو "الجغرافيا والرحلات عند العرب"، نشره في سنة 1962، وعرض فيه الأدب الرحلة عند العرب، فذكر طلائع الرحالين، ووقف عند رحالين من المشرق ومن المغرب كابن بطوطة، والرحالة ابن فضلان، والتيجاني التونسي، ووقف عند الخليج العربي ورحالي العصور الوسطى، وعند الخليج العربي والرحالين الأوربيين.

أما أكرم زعيتر؛ فقد ترأس وفداً عربياً إلى أميركا اللاتينية في سنة 1947 لشرح قضية فلسطين والدفاع عنها؛ فطاف في جمهورياتها، واتصل بساستها، وألف كتاباً في وصف رحلته هذه أسماه "مهمة في قارة".

وقام علي الدجاني في سنة 1944 بزيارة للمملكة العربية السعودية، وإثر عودته إلى القدس نشر كتاباً بعنوان "مشاهدات في الحج". وكان لمحمود العابدي اسهام في هذا المجال، إذ أخرج في سنة 1971 ترجمة لرحلة السائح الإنجليزي " كينغليك" التي زار فيها فلسطين. وفي هذه الرحلة تفاصيل ضرورية عن الحياة الاجتماعية قلَ أن توجد في كتاب آخر كتب عنها في تلك الفترة.

وأسهم عارف العارف بالتعبير عن رحلته التي أجبر عليها حين أسره الروس في سنة 1915 مع رهط من الضباط العرب كانوا في الجيش العثماني، وأرسلوهم إلى معتقل قرب مدينة "كراس نويارسك" الواقعة على شاطئ نهر بني ساي، حيث أمضى هنالك ثلاث سنوات. ثم هرب ومعه واحد وعشرون أسيراً عربياً إلى صفوف الثورة العربية الكبرى، وسلكوا طريق منشوريا- اليابان – الصين – الهند- مصر عن طريق البحر الأحمر. وكان تعبير عارف العارف عن هذه المرحلة بمحاضرة عنوانها "رؤياي"، طبعها أول طبعة سنة 1943.

وأما عزمي النشاشيبي، فأسهم في هذا المجال بكتابين: الأول بعنوان "من القدس الشريف إلى النجف"، والثاني بعنوان "من القدس إلى لندن".

*مركز المعلومات الفلسطيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.