الصفحات

سقفُ الموتِ عالٍ ...**ريتا الحكيم


الإجاباتُ على أسئلةٍ سبقَ للُّغةِ أن تبرَّأتْ منها،
تزجُّكَ في مأزقِ الخروجِ عَنِ النَّصِّ.
الحياةُ لغزٌ كما القصيدة؛ لتفكَّ رموزَهُ..

تحتاجُ إلى ذكاءٍ يخترقُ سقفَ الموتِ
بألفِ بيتِ شِعرٍ.. وألفِ صرخةِ شاعرٍ
وربَّما بألفِ دمعةِ قارئٍ
هذا ما همستْ لي بهِ امرأةٌ تخطَّتِ الأربعينَ خيبةٍ
وما تزالُ واقفةً كشجرةِ سنديانٍ عتيقةٍ
تبتغي الضَّوءَ ليكشفَ عورةَ انكساراتِها المُتتاليةِ
ويضمُّها إلى أرشيفِ ذاكرةِ الماءِ الفضفاضةِ

*
بالأمسِ.. اقترفتُ جِنايةَ الكتابةِ عنها
ولأنفيَ التُّهمةَ عنِّي، نزفتُ أحزاني
وأحزانَ مَنْ سبقوني
بترتُ أصابعي كي لا أُدوِّنَ تفاصيلَ أحلامٍ مُريبةٍ
تسقطُ من جيبي تباعًا،
وتختفي في زقاقِ الحياةِ الضَّيقِ
كأيِّ مُتَّهمٍ بريء أتوارى، وأدورُ في حلقاتِ الأرقِ بحثًا
عن فجوةٍ أتسلَّلُ منها إلى ذاتي لأطلبَ منها المغفرةَ
*
المرأةُ التي أحبُّ، قصيدةٌ تهيمُ
بهوامشَ لا تتَّسعُ لشهوتِها
تندلعُ حرائقُ الشِّعرِ في جلدِها الطَّري
ويتجمَّدُ الطَّريقُ إليها من البردِ
وأنا بين حرٍّ وبردٍ أذوبُ كقطعةِ سكَّر
في فنجانِ قهوتِها، ثمَّ تختفي كطيفٍ
يعبرُ عتمةَ الرُّوحِ ويتلاشى
*
تضيقُ مجازاتُ القصيدةِ على خصرِ القارئِ
لتُثبتَ لهُ أنَّ كلَّ السَّنواتِ..
الماضياتِ منها، واللاحقاتِ.. تُعاني مِنَ الأنيميا
وتشتركُ فصولُها الأربعة بنفسِ فصيلةِ الحُزنِ
*
أقولُ لتلك المرأةِ، القصيدةِ:
أنتِ وأنا.. تخطَّينا جُثَثَ أقدارِنا الميتةِ
مُكلَّلَينِ بالعوسجِ، والآن نفتقدُ رَحِمًا
وُلِدنا منهُ أمواتًا

*ريتا الحكيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.