الصفحات

هلوسـةُ الرَّمـاد ...** شعر : مصطفى الحاج حسين

سَأَقْتُلُ الليلَ
لأنَّهُ ينفردُ بكِ في حُجرَتِكِ
وَسَأَفْقَأُ عُيونَ المِصباحِ
لأنَّهُ ينظُرُ إليكِ بِشَغَفٍ
وَسَأُهَشِّمُ شَهوَةَ المرايا
التي لا تَكِفَّ عنِ استراقِ النَّظَرِ
إلى مفاتِنِكِ التي لا تحصى
وسأنقَضُّ على عُنُقِ النَّافذةِ
لأنَّها تحجبُكِ عن مُراقَبتي
وسأخمِشُ وجهَ السَّتائرِ

لأنَّها ثقيلةُ دمٍ وغليظةٌ
سَأُعَرِّي لِحَافَكِ
و أصلِيهِ في البردِ
لأنَّهُ يلامِسُ جَسَدَكِ وقتَ النَّومِ
حتَّى أنَّ وِسَادَتَكِ
لَنْ تَفلَتَ من عِقابي
فَهِيَ تُثِيرُ حُنقَ مُخَيّلتي..
وفِراشُكِ الوثيرُ والمُغتَرُّ بِكِ
سأعتَصِرُ منهُ رائحةَ خَلاياكِ
وَسَأُلَملِمُ عَبَقَ أنفاسِكِ
عن جدرانِ غُرفَتِكِ المُتَيَّمَةِ بِـكِ
ثُمَّ سَأَستَعِيدُ مِنَ الهَواءِ
ما استحوذَ عليهِ من أريجِكِ
لَنْ أترُكَ أيَّ أثرٍ لكِ
يَضِيعُ منكِ
كلُّ ما يحيطُ بِكِ
سيدفعُ ثمنَ ابتعادِكِ عنِّي
قمصَانُكِ سَأحتَجِزُها
أزرارُكِ سأعتَقِلُهَا
أمشَاطُكِ سأصادِرُها
وسيكونُ عِطرُكِ أوَّلَ ضَحَايَايَ
لن يفلتَ منِّي الماءُ
الذي كانَ يَسرِقُ من شَفَتَيكِ القُبُلاتِ
لَحظَةَ تَشرَبِينَ
سَأَمنَعُ الأرضَ
عَنْ حَملِ خُطُواتِكِ
قلبي من سيحمِلُكِ
سَأَطرِدُ مِنْ فَوقِكِ السَّماءَ
قلبي مَنْ سَيُظَلِّلُكِ
والشَّمسُ سَتَكِفُّ عَنِ الدَّورانِ حَولَكِ
والقمرُ سَأطرِدُهُ شَرَّ طَردَةٍ
إنْ تَجَرَّأَ ومَدَّ عُنُقَهُ
نَحوَ نافِذَتِكِ

سَتَكُونِيْنَ لي وَحدِي
لَنْ يُشَارِكَنِي بكِ ضَوءٌ أو سَحَابٌ
لا بحرَ ولا أمواجَ
لا وردَ ولا فراشاتٍ
وَحدِي مَنْ سَيَفُوزُ بِكِ
وَمَنْ سَيَكتُبُ عَنْ غِيابِكِ
وَحدِي من سَتُبكيهِ القصائدُ
أنتِ هذيانُ الانتظارِ
سَرابُ الحَنينِ
تَوَهُّجُ جُنُونِي
وبكاءُ مَوتِي

*مصطفى الحاج حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.