الصفحات

دولاب الزمن ...** بقلم: رواينية راضية

طعنت روحي كعجوز تسعينية زخرت ملامح وجهها بالتجاعيد، وإندثرت ملامح تلك الغانية العشرينية التي في عنفوان شبابها، ما بين سنة ظعنت وسنة أقبلت أتوه من نفسي.
أهرع مسرعة أطارد ذلك الشبح الملقب بحياتي، أريد أن يعود بي دولاب الزمن إلى الوراء هناك حيث طفولتي وبرائتي لعلّني أجدني وأعثر عليّ من جديد، فأشرد للحظات لأتذكر أن أيام عمري كانت كابوسا منذ
الصغر، جريمة بريئة منها كان حكمها الإعدام حياةً، خضت معاركي لوحدي، تألمت وبكيت في صمت خافية ذلك السرّ الدفين بداخلي خلف قضبان ذاكرة دامسة، كمن يعطي رشوة لنفسه ليقاوم ولا يستسلم أبدا.

لكن ذلك كان شبيها بالإنتحار البطيء، مثل السقوط من أعلى طابق في البناية مخيف لكنه لا يميت، كنت أتمرّد وأرفض الإعتراف بالهزيمة وأفوز بأي طريقة حتى ولو بترت مني جميع الأشياء التي تدفعني للعيش، وحتى لو لطخت الأوجاع زفيري وشهيقي وتحولت أنفاسي إلى خناجر وسكاكين تغرز في صدري.

هناك تعليق واحد:

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.