بقلم : أماني المبارك
الكاتبة راما حجازي طاقة شبابية مبدعة تكاد تنفجر من بين أناملها ينابيع الإبداع عنوة، فكانت ولادة أول رواية لها عام ٢٠١٧ تحت عنوان "ذات فكرة" وآه من فكرة تكاثفت في سماء الأدب، لتهطل غيمة فائضة بأنوثة امرأة تغزل الحرف من صوف قلبها.ذات فكرة، والتي تدور أحداثها حول الصراع النفسي مع الذات، وكيف لهذا الصراع أن يجعل منا شخصيتين متناقضتين، الأولى تواجه الأخرى، تلقي عليها اللوم، تشتمها، تضربها، وفي نفس الوقت تحتضنها، تهدهد عليها، تخلق لها الأعذار لتسد رمق
الأخطاء ،ومحاسبة النفس، هذا الصراع الدائم ينخر في جسد امرأة شرقية اسمها سلام ابنة العائلة الفقيرة، المحرومة من أبسط الحقوق، المسحوقة أحلامها بأقدام العادات والتقاليد، وثقافة العيب التي يتبناها والدها القاسي، على بناته، الدائم لممارسة العنف إن تجرأت واحدة منهن ومخالفة أوامره ،الذي لا يأبه إلا بتزويج بناته، كي يزول شبح النفقات عليهن، امرأة مثل سلام تمتلك من الأماني والأحلام ، تمتلك من الثقافة من خلال قراءتها للكتب، لن تجدي معها كل هذه الضوابط والشروط، التي وضعها لها مجتمعها المتخلف، المتحيز للعنصر الذكوري، فهنا كان لا بدّ من التمرد والثورة على كل ما يجري، هربت إلى حيث التصالح مع النفس وتجديد الروح المهترئة بالقهر والوجع، اختارت أن تشق طريقها الوعر بنفسها، لترمم الخراب الذي حل بذاتها، حلقت بجناحين من أمل وعناد، ألقت قلبها على رصيف بارد، ومضت بقوة عقلها، استطاعت أن تعتمد على نفسها من خلال عملها، وجني النقود، إلى الآن الصراع قائم مع النفس ولا سبيل إلا بمغادرة الوطن، هي في قرارة نفسها تعتقد أنه إن غيرت المكان والأشخاص ستتخلص من صراعها، ستحظى بالسلام الداخلي والخارجي، سافرت سلام وابتعدت عن كل ما يعكر صفو ها، إلا أن صورة والدتها وأخواتها كانت تلاحقها، أينما ارتحلت، فيأتي التحايل ليسدل الستار من جديد على العواطف المختبئة خلف حجرات القلب.
الأحداث هنا بدأت ذروتها؛ حين استجابت سلام لنداء قلبها، بعد محاولات كثيرة لصده، وردعه عن النبض، يأتي بطل الرواية نيار ليسرق قلبها، في وقت قصير، لتتحول هذه المرأة المقفلة مسامات قلبها، الصادة لكل اقتراب يأتي من الجنس الذكوري، فعقدتها المتأتية من والدها القاسي جعلها تتصف بالقسوة والانطواء، ومعاملة الآخرين بالرسمية، تنقشع هذه السحابة بعد اللقاء بالحبيب نيار لتتحول لحبة شوكولا، لذتها في كل تفاصيلها، زهرة متفتحة بالأنوثة، رقة وعطر ونعومة تنهمر من ملامحها، كيف لا والحب يفعل فعلته بها، يدخلها في موسم من الانتشاء، ترتبط به، تنعم بحياة الأميرات، لكن هذا لا يدوم ويبدأ الصراع من جديد، يعود الوجع والضرب من جديد، لا مناص من كل ما فعلته، كل محاولاتها باءت بالفشل، حياتها على صفيح ساخن، ولا ملاذ لها إلا للبحر الدائمة اللجوء له، والبوح له، في قريرة نفسها لا تحبه، لكنها تتمرد وتتمرد إلى أن تنتهي حياتها فيه، نهاية تفاصيلها مؤلمة ، رسالتها المتروكة لحبيبها وزوجها وما أوقدته من رواية مشتعلة إلى الآن في قلبي، عشت معها كل الأحداث، تقمصت دور سلام التي افتقدت كل معاني السلام، والاحتواء، امرأة لم تتلذذ إلا بالوجع، وها أنا يا سلام لطالما قلت:
"وأنا امرأة لا تصلح إلا للحزن"
ذات فكرة، رواية جديرة بالقراءة، وارتشاف ما لذ وطاب من الأدب، الرواية المكتوبة وعمر كاتبتها خمسة عشر سنة، الآن هي في السنة الأولى في الجامعة تدرس إدارة الأعمال، رواية مكتوبة في عمر مبكر جديرة بالظهور على الملأ، والتأمل في الطريقة الإبداعية التي كتبت فيها، والتفاصيل التي تثير في النفس تقمص الأدوار، ولن أنسى الخيال الذي يأخذنا إلى عوالم لا متناهية من الإحساس الراقص على قلوبنا بكل خفة وسهولة، استطاعت من خلال تنقلها السلس للأدوار أن تصنع لنا شاشة في خيالنا، ومتابعة المشاهد بكل ألوانها، والأهم من كل ماسبق أنها تمردت في الكتابة، وخلعت ثوب القيود في تسيير أحداث الرواية، وكتبت التفاصيل بحرارة المشهد وما يتطلبه من جرأة، وهنا تكمن الكتابة الإبداعية بحق، هؤلاء الشباب بطاقاتهم وأفكارهم المبدعة، يبشرون لنا بخير وفير في سلال الأدب، كلي فخر بك، بانتظار روايتك الثانية التي تكتبينها الآن، وفقك المولى، وبارك عمرك وعلمك، غاليتي راما حجازي!
*أماني المبارك
الكاتبة راما حجازي طاقة شبابية مبدعة تكاد تنفجر من بين أناملها ينابيع الإبداع عنوة، فكانت ولادة أول رواية لها عام ٢٠١٧ تحت عنوان "ذات فكرة" وآه من فكرة تكاثفت في سماء الأدب، لتهطل غيمة فائضة بأنوثة امرأة تغزل الحرف من صوف قلبها.ذات فكرة، والتي تدور أحداثها حول الصراع النفسي مع الذات، وكيف لهذا الصراع أن يجعل منا شخصيتين متناقضتين، الأولى تواجه الأخرى، تلقي عليها اللوم، تشتمها، تضربها، وفي نفس الوقت تحتضنها، تهدهد عليها، تخلق لها الأعذار لتسد رمق
الأخطاء ،ومحاسبة النفس، هذا الصراع الدائم ينخر في جسد امرأة شرقية اسمها سلام ابنة العائلة الفقيرة، المحرومة من أبسط الحقوق، المسحوقة أحلامها بأقدام العادات والتقاليد، وثقافة العيب التي يتبناها والدها القاسي، على بناته، الدائم لممارسة العنف إن تجرأت واحدة منهن ومخالفة أوامره ،الذي لا يأبه إلا بتزويج بناته، كي يزول شبح النفقات عليهن، امرأة مثل سلام تمتلك من الأماني والأحلام ، تمتلك من الثقافة من خلال قراءتها للكتب، لن تجدي معها كل هذه الضوابط والشروط، التي وضعها لها مجتمعها المتخلف، المتحيز للعنصر الذكوري، فهنا كان لا بدّ من التمرد والثورة على كل ما يجري، هربت إلى حيث التصالح مع النفس وتجديد الروح المهترئة بالقهر والوجع، اختارت أن تشق طريقها الوعر بنفسها، لترمم الخراب الذي حل بذاتها، حلقت بجناحين من أمل وعناد، ألقت قلبها على رصيف بارد، ومضت بقوة عقلها، استطاعت أن تعتمد على نفسها من خلال عملها، وجني النقود، إلى الآن الصراع قائم مع النفس ولا سبيل إلا بمغادرة الوطن، هي في قرارة نفسها تعتقد أنه إن غيرت المكان والأشخاص ستتخلص من صراعها، ستحظى بالسلام الداخلي والخارجي، سافرت سلام وابتعدت عن كل ما يعكر صفو ها، إلا أن صورة والدتها وأخواتها كانت تلاحقها، أينما ارتحلت، فيأتي التحايل ليسدل الستار من جديد على العواطف المختبئة خلف حجرات القلب.
الأحداث هنا بدأت ذروتها؛ حين استجابت سلام لنداء قلبها، بعد محاولات كثيرة لصده، وردعه عن النبض، يأتي بطل الرواية نيار ليسرق قلبها، في وقت قصير، لتتحول هذه المرأة المقفلة مسامات قلبها، الصادة لكل اقتراب يأتي من الجنس الذكوري، فعقدتها المتأتية من والدها القاسي جعلها تتصف بالقسوة والانطواء، ومعاملة الآخرين بالرسمية، تنقشع هذه السحابة بعد اللقاء بالحبيب نيار لتتحول لحبة شوكولا، لذتها في كل تفاصيلها، زهرة متفتحة بالأنوثة، رقة وعطر ونعومة تنهمر من ملامحها، كيف لا والحب يفعل فعلته بها، يدخلها في موسم من الانتشاء، ترتبط به، تنعم بحياة الأميرات، لكن هذا لا يدوم ويبدأ الصراع من جديد، يعود الوجع والضرب من جديد، لا مناص من كل ما فعلته، كل محاولاتها باءت بالفشل، حياتها على صفيح ساخن، ولا ملاذ لها إلا للبحر الدائمة اللجوء له، والبوح له، في قريرة نفسها لا تحبه، لكنها تتمرد وتتمرد إلى أن تنتهي حياتها فيه، نهاية تفاصيلها مؤلمة ، رسالتها المتروكة لحبيبها وزوجها وما أوقدته من رواية مشتعلة إلى الآن في قلبي، عشت معها كل الأحداث، تقمصت دور سلام التي افتقدت كل معاني السلام، والاحتواء، امرأة لم تتلذذ إلا بالوجع، وها أنا يا سلام لطالما قلت:
"وأنا امرأة لا تصلح إلا للحزن"
ذات فكرة، رواية جديرة بالقراءة، وارتشاف ما لذ وطاب من الأدب، الرواية المكتوبة وعمر كاتبتها خمسة عشر سنة، الآن هي في السنة الأولى في الجامعة تدرس إدارة الأعمال، رواية مكتوبة في عمر مبكر جديرة بالظهور على الملأ، والتأمل في الطريقة الإبداعية التي كتبت فيها، والتفاصيل التي تثير في النفس تقمص الأدوار، ولن أنسى الخيال الذي يأخذنا إلى عوالم لا متناهية من الإحساس الراقص على قلوبنا بكل خفة وسهولة، استطاعت من خلال تنقلها السلس للأدوار أن تصنع لنا شاشة في خيالنا، ومتابعة المشاهد بكل ألوانها، والأهم من كل ماسبق أنها تمردت في الكتابة، وخلعت ثوب القيود في تسيير أحداث الرواية، وكتبت التفاصيل بحرارة المشهد وما يتطلبه من جرأة، وهنا تكمن الكتابة الإبداعية بحق، هؤلاء الشباب بطاقاتهم وأفكارهم المبدعة، يبشرون لنا بخير وفير في سلال الأدب، كلي فخر بك، بانتظار روايتك الثانية التي تكتبينها الآن، وفقك المولى، وبارك عمرك وعلمك، غاليتي راما حجازي!
*أماني المبارك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.