الصفحات

مبدعين من فلسطين > مرمى الجَسَد ...** سليمان دغش

يَطولُ عَلى حافَّةِ السَّيْفِ صَيْفي
وَما مِنْ عَناكِبَ كَيْ تَستَعيرَ مِنَ اللهِ
إِبرَةَ وَحْيٍ وَخَيطاً رَفيعاً
لتَغزِلَ سِتراً عَلى بابِ كَهْفي
إِذا جاشَتِ الرّوحُ في لَثْغَةِ النّايِ
شَوْقاً إِلى ضِفَّتَيها وَأَنَّ عَلى مدْيَةِ الرّيحِ نايي وَحَرْفي

يَطولُ يَطولُ عَلى حافَّةِ السَّيْفِ صَيْفي
أَعُدُّ رِمالَ الشَّواطئِ
أُحْصي الكَواكِبَ حَوْلَ الثُريّا
لكَيْ أَطمَئِنَّ عَلَيْها وَكَيْ تَطمَئِنَّ عَلَيَّ
لَعلِّيَ أَعْرِفُ ماذا تُخبِّئُ في ضوئِها السَّرْمَدِيِّ وَتُخْفي

أَكادُ أُصدِّقُ حينَ تَغيبُ عَلى خِنْجَرِ الأُفُقِ الأُرْجُوانيِّ أَنَّ الكَواكِبَ تَحْمِلُ وَصْفي
وَنُقْطَةَ ضَعْفي
فأَقرَأُ للرّيحِ كَفّي
لأَكشِفَ بَيْنَ خُطوطِ يَدَيَّ
مَرايا الزَّمانِ وَمَرمى الأَمَدْ ...!!

وأَحمِلُ نِصْفي
لآخِرِ نِصْفي
إِذا أَنَّت الرّيحُ في ضِفَّتَيْها
كَما يَحْمِلُ البَحرُ في شَهْوةِ المَوجِ
رُؤيا الزَّبَدْ

أَجُسُّ عَلى مِرْفَقِ الماءِ
نَبْضَ الأَعاصيرِ إِذْ تَتَهيَّأُ للمَدِّ
في غَصَّةِ البَحرِ
أَرْمي إِلَيْها دَفاتِرَ عُمري
وَخاتَمَ سِرّي
وأُسْلمُ للبَحرِ دَفَّةَ أَمْري
هُوَ السِّندبادُ عَلى لُجَّةِ الدَّمِ
وَيحَكَ يا سِندبادُ ابتَعَدْتَ ابتَعَدْتَ
فَكَيفَ تُوازِنُ بَيْنَ نَوارِسِ روحِكَ
يَوْمَ تُحَوِّمُ مِلءَ بَياضِ الفَضاءِ
وَبَيْنَ نَوازِعِ هذا الجَسَدْ ؟!
وَكَيفَ استَعَدْتَ عَلى رُكْبَةِ المَوجِ
صَهْوَةَ هذا البُراقِ الخَفِيِّ
كَوَحْيِ النبِيِّ
لِتَملأَ بَرقاً سَماءَ البَلَدْ

مَلكْتَ زمامَ الرِّياحِ
عَلى رَقْصَةِ المَوتِ تَكْشِفُ نَبْضَ
العَواصفِ،
يُحْكى بأَنَّ العَواصفَ رَهْنُ يَدَيكَ
فَحاذِرْ دَهاءَ الرِّياحِ وَدَمْعَ التَّماسيحِ
ضَعْ جانِحَيْكَ عَلَيْكَ إِذا هاجَتِ الرّيحُ
عَلِّمْ فُؤادَكَ عِشقَ السُّنونو الوَفِيِّ
وَحِكْمَةَ مَوتِ الفَراشِ الغَبِيِّ
يُكابِدُ بَيْنَ الرَّحيقِ
وَبَيْنَ البَريقِ اشْتِعالَ الحَريقِ
أَلَيْسَ الرَّحيقُ اشْتِعال دَمِ الوَرْدِ
زَهْواً بِطلَّةِ فَجْرٍ بَهِيٍّ وَعَدْ ؟!
وَصَلْتَ إِلى آخِرِ الماءِ
هلاّ اسْتَرَحْتَ قَليلاً هُناكَ
عَلى رَمَقِ المَوتِ
عَلَّكَ تُدْرِكُ أَنَّكَ حَيْثُ انتَهَيْتَ بَدَأْتَ
وَحَيْثُ ابْتَدَأْتَ انتَهَيْتَ
وأَنَّ البِدايةَ روحُ الأَبَدْ

أَعُدُّ رِمالَ الشَّواطئِ
أُحْصي الكَواكبَ حَولَ الثُريّا
لكَيْ أَطْمَئِنَّ عَلَيْها
وكَيْ أَطْمَئِنَّ عَلَيَّ
وأَشْهَدُ تَحْتَ سَماءِ النَّيازِكِ
أَنَّ الكَواكبَ سَقْفي
فأَقْرأُ كَفّي
لأَكشِفَ بَيْنَ خُطوطِ يَدَيَّ
مَرايا الزَّمانِ وَرؤيا المَكانِ
وَمَرمى الجَسَدْ..!

* سليمان دغش
ـــــــــــــــــــــــــــ
( من ديوان "آخـــــــر المـــــاء" – الأسوار / عكا)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.