الصفحات

أودعك الآن لأني أحبك...**يامي أحمد

أودعك الآن لأني أحبك..
"كيف أحبك وأطلب منك الرحيلا؟ هل يُعقل؟"
- ثمة حب يجب أنّ يتوج بالوداع، الحب الذي لا يحقق السعادة، قلت ذلك في مرة،واختصرت الحديث، وجئت الآن لأستكمله بهذا السؤال.
كيف أحبك وأطلب منك الرحيلا؟ هل يُعقل؟
يولد أحيانًا صراع مرير بين الحياة والحب، هذا الصراع الذي ينبلج من من اختلاف رؤية كل شخص اتجاه الحب، واتجاه الحياة.
هل موجودة نظرية "أنا أحبك لكن ليس بالشكل الكافي لتستمر حياتنًا معًا" ؟

بالتأكيد، هناك فرق بين شخص تتمنى استكمال حياتك معه، وشخص يتمنى استكمال حياته معك، وبين شخص يُحبك لكن لا يبادر على أرض الواقع بأي حراك، وشخص يحبك ومستعد لفعل أي شيء من أجلك.

بنظري الحب درجات، ولكل درجة تاريخ صلاحية، لكن لا ينفى ذلك وجود حب أبدي يعيش معك حتى النهاية.
بجانب ذلك هناك درجات أقل في الحب، أن يظل حُبك الأول عالق في ذهنك وأنت تعيش قصة جديدة، أن تكون سعيدًا مع شخص في الوقت الحالي وأنت على يقين أن ذلك لن يدوم، أن تجذبك روحه وتنطفىء أي مخيلة حميمية اتجاهه، أن لا تغدق عليه بشكل متساوي العواطف الذي يدفعها إليه.
كل هذه الأطروحات، تحدد درجة التورط في الحب، الاختلافات التى تجعلك تغني، أنا أحبك ولا أحبك في آن واحد.
ولا يقف الحد عند هنا، هل فكرت ببشاعة أن تتغير من أجل شخص غير مستعد لأن يتغير من أجلك؟ شخص يريدك أن تتقلم على أسلوبه، لا أن يتأقلم هو على أسلوبك؟
هذا الفارق الشاسع لا يمثل علاقة حب بقدر ما هي عبودية بشكل غير ظاهر، العلاقات الرومانسية الطويلة، تحتاج لأسباب غير عاطفية لتدوم العلاقة، أسباب وعوامل متعلقة بالحياة بشكل أساسي، الحب لا يكفي.
كثير من النساء تردد، البكاء في عربية فيراري أفضل بكثير من الجوع في حضن حبيب، والرجال أيضًا على نفس المنوال.
لكن ماذا ستفعل في حب يضع مستقبل في كفة والعيش مع الحبيب في كفة، ألا يستحق النهاية؟
سؤال مجرد، هل كل ما نحتاجه الحب؟
هل فكرت بأشياء أخرى؟ أفعال على أرض الواقع، هل أنّ أحبك ولا أفعل أي شيء ينعش هذه العلاقة؟
إن الرومانسية هي الماء والتربة الصالحة التي تحكم على شجرة الحب بالوفاة أو الخلود، والرومانسية تعني التصرف بحبِ والتواضع بحبِ، الرومانسية هي المساواة، هي التألق في العطاء بما يُستطاع، الرومانسية لا تعني المكوث في البيت أمام التلفاز كل الوقت.
الحب فكرة متكاملة، استمراريتها صعبة، فاتورتها غالية جدًا، لكنها في كثير من الأحيان في متناول الجميع، دفعها يضمن حياة سعيدة.

*يامي أحمد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"محمود رمضان ( يامي أحمد ) فلسطيني من مواليد مدينة غزة 1989 م ، حاصل على شهادة ليسانس في اللغات والترجمة من جامعة 6 أكتوبر في جمهورية مصر، يعمل في مجال تصميم الجرافيك، و تعد روايته يوسف يا مريم باكورة إنتاجه الأدبي .."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.