الصفحات

الهجرة ...**سمر الكلاس

استلقى على الأرض..ضم ذراعيه بهدوء.. كان يرتعش من البرد.. يرتدي قميصا أسود اللون.. وفوقه جاكيت خفيف.. يتوسد رأسه الشيب.. على وجهِه رسم الزمن تجاعيده.. الريح تئز في هذه المنطقة؛ لا أحد معه.. هي حبات الرمال الآتية مع الرياح فقط تسعى لحديثه.. متشوقٌ للقراءة.. فهو يعلم أن للثقافة أهمية في تشكيل الوجدان والروح والفكر.. ولكن هيهات.. كيف يمكنه ذلك وهو لا يملك كيف يُحصّن أمعاءه من الجوع ؟!..مسكين لم يكن قراره المجيء إلى تلك الحياة.. وُلِدَ ليعيش مع أهله.. وهبوه اسما.. ربما لم يعجب به أبدا.. لكن القرار ليس بيده .. تجري الأيام مسرعة.. ظن أنه طفلٌ يلهو بالحياة .. لم يكن يعرف أن الحياة تلهو به؛ وأن الحلم للأغبياء.. غارق في بقايا أحلام والده .. أكان عليه أن يختفي ؟؟!!.. أن يتركه معلقا بين الأرض والسماء ؛ لا أحد يسمع صراخه في مفترق الطريق.. لا أحد يلحظ بكاءه..
لم نكن أذكياء.. لفهم صراخٍ مُستنجدٍ قلق؛ لم يضلّ الطريق.. لكنهم ضللوه.. كان عليه أن يتابع طريقا لم يَختره.. لكنه الوحيد الذي يجعله ينعم بدفء أحضان والدته..
سيحاول لملمة جراحاته ويستوعب نزوات أهله.. بكل الأحوال.. عليه أن يبدأ من جديد.. كان يلجأ للبرد كحُقنة مورفين.. لِيَسْقُطَ في غيبوبته.. بانتظار موتٍ رحيم.. أو طريقا يسهّل رحلته.

*سمر الكلاس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.