الصفحات

عزف منفرد ...**سمرا عنجريني

ثمّة من يكتب الشِّعر ..
على طريقة من ينقش آلهته على حيطان الكنائس العتيقة .. أو ينسج نوتة موسيقية أو يفرش سجادة عشق كي يصلّي الأبجدية أو يتهجد كمطر أخضر فوق حصير المساء ..
فالشِّعر والموسيقا صديقان أبديان .. صنوان لا يفترقان مادام للشِّعر موسيقاه .. وللموسيقا شِعرها وما باحت به الريح للكمنجات ..
فكل شِعر لا يتوضأ بموسيقا الحياة ناقص ..وكل موسيقا لا يعمدها الشِّعر والإحساس العالي الراقي المعمّد بالألوان ناقص وفاقد لسرّ الدهشة المبتغاة كشرط لازم لانجاز بندقة الجمال ..


هي شاعرة .. تتبارى الكلمات كي تُشرع لها شبابيك صباحاتها وتتسابق اللغات للإنضواء تحت عباءتها المطرزة بالإشتياقات .. تجيئ من أزمنة بعيدة كي تقف خاشعة في صُفوف طويلة لأداء مراسم التحية والسلام .. لألق حضورها وأناقة وجودها وهي المكتظة أنوثة راقية .. المتدفقة رقة وروعة ونقاء .. وهي في معاقرة إبداعها لاتحتاج ريشة أو شمسا كي تستعير انهمارها .. أو ألوانا كي ترسم عالمها الذي لا يشبه إلا ذاتها ..فأداتها الكلمة .. غايتها الحب .. رسالتها الانسان .. مشروعها الجمال ..

سمرا ساي ..
قصيدة تدوزن قافية للحب والوجع الجميل على طريقة قارعي طبول الحروب العشقية المقدسة ...
بين يديها تورق الكلمات قصائد وأغنيات ..تصوغ من الألم والإحساس بالفقد ..وربما الغدر ..قطع ماس وعقيق وخواتم وأساور ومجوهرات .. هو الإعجاز أن نحوّل جراحاتنا فرصا لاصطياد الأفراح .. والإصرار على إنجاز رسالة المحبة كآخر وصايا السماء ..
هو تماما ما أبدعت به شاعرتنا الوارفة بالدهشة وألوان الفصول الأربعة والحياة ..

سمرا ساي ..
طوبى لأبجدية عقدت تحالفا مع صباحاتك ..مع شموسك وأقمارك التي لا تتعب من الصلاة قبالة منتصف ليلك كي تصطاد لك كل يوم نجمة ..
تطلق موجة ..
حلما .. يستعد للإنبثاق من خاصرة قصيدة .. !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.