الصفحات

زفراتُ بيدرْ ... * وليد.ع.العايش

ما دون قلبي, وشوق الألف ميلْ
تتبدّى ذكرياتُ المستحيلْ
وتشهقُ شُجيراتي أنيناً يُشبهُ
حزني، ومحراثي القديم
أنا أبكي ، أعلمُ أنني أبكي
ليسَ لفقْدِ والدي ، أو عيون والدتي
ليسَ لديَّ أطفال كي أبكي عليهم
أدري ، وكيف لا ...
بأنَّ الشوق جُرحٌ ؛ لا يداويهِ مِلحُ
وأنشودتي التي رافقتني
في صفيّ الأول ، مازالت عذراءَ ترقصُ
لكن ليسَ مِنَ الحُبِّ ، أو الفرحُ ...
بقايا مُتخلفيَّ عصري , يحتسون
نخبَ موتٍ , لا يصحُّ
فلا تناديني , بالأمير
لن يستجبْ قلبي لنداءاتٍ
رُبّما تصحو ,
ورُبّما تبقى مُقيدةً , فلنْ تصحو ...
وأظنّها لن تركب موجةَ الصحوِ
فلنْ تصحو ...
حلْقي يقْطُرُ كما سيفٍ
كلما زادني كلمة , يئزُّ
وخفقاتُ فؤادي ترتعشْ
في ثناياي , تتلوني صراخاً
وفي زوايا لحمي , تَحِزُّ
الجرحُ مازالَ , جُرحاً
والدمُ المُراقُ على وجنات دهري
يلتزمُ السكونَ , ويشمئزُ
أُتراهُ يحملُ عطراً
أمْ جاءني من بائعِ وردٍ
تاهَ في الدربِ فوصلَ إليَّ
يا للعزاء ، هل تعلموه , هل تعرفوه
كيفَ جاءَ مع الرياح
هل مازلتم تحلمونَ بنشيدٍ كالرصاصْ
في الصدرِ يئزُّ , لا يشمئزُ
دعي عنكِ تُرهات الغول العجيبةْ
وألوان زينة الحُلّة القشيبةْ
فإني لازلتُ أبكي
من ضياعِ ثغرِ صبيةٍ تُدعى ( الحَبيبة )
وسيفي المتثلّمُ الأطراف
يُداهِمُ ساحةَ الموتِ الرهيبةْ
فأصمتُ لحظةً ، ثُمَّ أبكي
أخبرني السنونو لتوّه
بِأنّي لنْ أعيشَ أكثرْ
وقالَ بأنَّ الحياةَ
أقصرُ منْ نصرٍ ، وأقصرْ
قلتُ لهُ , أنَّ لهُ بعد الموتِ حياة ...
فابتسمَ كثغرِ غانيةٍ ، ثُمَّ طارْ
تركَ لي هنا , على هذه الأرض
كسرةَ خُبزٍ ، وتاريخاً مُزوّرْ
قلتُ لطفلي صاحب الألفِ دَمعة
أنْ يغرِسَ على ثرى قبري
سنابلَ قمحٍ ، وعيدانُ سُكر
لعلّني ذات يومٍ
أثمرُ حقلاً, وخُبزاً ، ومِلحا
لعلّني أصبِحُ سنابلَ منْ رصاصٍ ...
أو أصنعُ منْ لحمي للصغارِ, ألفَ بيدرْ ...
______
وليد.ع.العايش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.