الصفحات

لِقَاء .. ... عفاف الجبوبي

حِينَ تُلَمْلِمُ الشَّمْسُ أَغْرَاضَهَا
وَتُعْلِنُ عَنْ الرَّحِيل
تَدُقُّ السَّمَاء أَجْرَاسَهَا
فَتُقْفِلُ أبواب النَّهَار
لِيظْهر اللَّيْل بِكَامِل أَنَاقَته
مُرْتَدِيًا ثَوْبَ النُّجُوم
ومُتزيناً بسِوار القَمَر
حِينهَا أشْتَاقَ السَّهَر
فَتَسْتَفِيقُ أَجْنِحَتي المندسة خَلْفَ الأَيَّام
وَأُحَلِّقُ بِهَا عَبْرَ الخَيَال
أُعَانِقُ اللَّيْلَ وَأَنْتَشِي بِنَخْبِهِ
أُسَافِرُ عَبْرَ قِطَارِ الغَيْم
وَأَنْتَظِرُ الوُصُولَ بِشغف
أَخْرَجَ رَأْسِي مِنْ نَافِذَةِ الخَيَال عَلَّنِي أَرَاكَ تُلَوِّحُ لِي بِاِبْتِسَامَة
وَحِينَ أَفْتَحُ عَيْن الحَقِيقَةَ.... لَا أَرَاك
فَتَتَقَيَّأُ وَسَائِدِي المُتْخَمَةَ بِالأَحْلَام
وَأَسْقَط صريعة عَلَى خيبات الأَمَل المُتَرَاكِمَة فِي حَاوِيَةِ المَرَايَا..
عِنْدَهَا أَمُدُّ يَدَي فَتَنْتَشِلُنِي عَقَاقِيرِي المُتْعِبَة
وَأَقْطِفُ مِنْهَا كبسولَةَ اللِّقَاءِ
بَعْدَهَا أَفْتَحُ بَابَ مِكحلتي لِأرسُمَ لَيْلًا أُخَرَ عَلَى جُفُونِ الخَيَال

وَعِنْدَمَا أَتَيْت..
كَانَتْ قَدْ بِيعَتْ جَمِيعُ الفُصُول
وَلَمْ يُعِدْ إِلَّا الخَرِيف قَابِعًا عَلَى كُرْسِيِّ الاِنْتِظَار
وَكُنْتُ أَنَا أَسْكُنُهُ
لَمْ تَعُدْ أَجْنِحَتي تَعْمَل
فَقَدْ أَهْلَكَتْهَا سنُون الطَّيَرَان
وَلَكِنَّكَ لَمْ تَكُنْ تُلَوِّحُ لِي
وَلَمْ تَبْتَسِمْ
لَقَدْ كُنْتَ بِارداً صَامِتاً كَالصَّخْرَةِ العَنِيدَة
عِنْدَهَا أَدْرَكْتُ أَنَّكَ تَشْبِهُنِي وَلَكِنَّكَ لَمْ تَحْتَمِلْ فُتُور الأَجْنِحَة
وَغِيَابِي عن خَيَالِك
فَأَ تَيْت بِجُثَّتِكَ المُعذبة فِي سُجُونِ الغِيَاب
لِتَسْكُنْ حُفْرَةً كُنْتُ قَدْ زينتُها لِي
لَنْ أَدْعَك تَنْتَظِرُ بَعْدَ الآن
فَالشَّمْسُ أَوْشَكَتْ الغُرُوب
وَسَنُحَلِّقُ سَوِيًّاً بِأَجْنِحَةِ المَلَائِكَة
فِي حَيَاةٍ سَرْمَدِيَّة لَا فُرَاقَ بَعْدَهَا

عفاف الجبوبي
اليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.