الصفحات

الفراق || بقلم: رزان محمد ابو عساكر

"كانت القسوة خطيئتك وك‎"كانت القسوة خطيئتك وكان الكبرياء خطيئتي وحين التحمت الخطيئتان كان الفراق مولودهما الجهنّمي . "
‎هذا ما قالتهُ غادة السمّان
‎عندما استيقظتُ الساعة الواحدة صباحاً أسمعُني ، نصف نائمة ونصف واعية ..
‎ إنني يا حبيبي أعيشُ ازدواجية مُخيفة انتشلتني من قدرتي على الدهشة ، تارة أشعر أني في المنطقة السوداء ، وتارة في المنطقة البيضاء ، ولكن في الحقيقة انا في المنطقة الرمّادية بين الأسود والأبيض هذا ما يجعلني في هذه اللحظة أودُّ أن أمسكُ عنق الكلام كله وأكفُّ عن الكتابة لكَ وإليكَ ، ليختنق ألم الحزن بداخلي ، أن أقضم التفاحة مثلاً بين أسناني ناجياً لها لعلَّ بذورها تحيا في جسدي وتزهر ، أن أربتُ على كتفي لتحلّق عالياً عصافير الندم ..
‎آهٌ أيها الشقي ! كم أفتقدك وكم أحقدُ عليكَ ، يا صاحب الألاعيب الجهنمّية ، استحليتَ لعبة الهجر والصلح ،دون أن تدري أنني أتعلمُ بسرعةٍ كبيرة ،لقد أتقنتُ اللعبة جيداً ، أتساءلُ دائماً ، لمَ أكتب لك كل هذه ليلاً ؟ هل تستطيع الكلمات أن تلاحظ أثر الكمنجة فيَّ ؟ تلاحظ موسيقانا ، السهر ، الرسائل الصوتية ، الأطراف الباردة ، الجوع ، رائحة الشموع ، الأشخاص الذين لا يشبهونا ، الجني أسفل السرير ، الصمت .. ؟

‎ لابأس فالرسائل تبكي الأن ، تتقلّب بين كفيَّ ، وتقفز في قلبي ثم تتعب لتستريح داخل عيني فتسقط دمعة واحدة تلو الأخرى لأبتلعها ومن ثم أقبلّني وأستلقي مستمتعة بطعم الحب .. نعم ، الحب " قد تقول بعد كل هذا أي حب الذي سيبقى جالسا في قلبك كما الطفل الصغير بعد كل هذا الألم والحزن

‎لا أخفيك أني ابتسم بنفس الوقت التي تهرول دموعي وتتسابق على وجهي عندما أحشو النص باسمك ورائحتك وطعم الحنين فيك ، أني ما زلتُ احبك ، فأنا في الثلاثة الأشهر الماضية صرت أتغنى بالحب ،بلغة الدراويش ، الصوفيين ، قيس وليلى ، حتى انني وضعت صورة لأثنين من أهل الهوى يجلسان متقابلان ، يحدق كل منهما في عين الأخر ، حتى جاءت واحدة تشير لي بتهمة مخزية ، وتنصحني بأن يجب أن أكون مسؤولة اكثر عن الصور التي أضعها لأنها من الممكن أن تؤثر سلبا على أفكار مراهق ، فتغرنه ، وتوقعه في شباك الأتم والخطيئة !لا زلت أذكر غنج معلمتي وهي تقول " انا احب الحب" انا احب الحب يا حبيبي كما تحبه معلمتي ، لكنني لا انتظره . ان التخيل والترقب والانتظار داخل دوامة الأمنيات المتبنفسجة التي تتضمن قياس حذاء سيندر لا من أجل الزواج من الأمير ، هي مدعاة للبؤس ، وذبول زهرة العمر ، نحن نحب الحب ، لكننا لا ننتظره على الاطلال يا قرّة عيني .
‎يا إلهي ! أصبحت الساعة الثالثة صباحاً الان ، وما زلتُ اكتب وأقفُ بين كل كلمة والأخرى لأبتلع موسيقانا ومن ثم أعودُ اليك ، انا اعرف أنك هنا ، أنا لا أريد من رسائلي ان تتحنط وتتبعثر في ساعي البريد ، أريدها ان تصل لك بكاملها ، حتى بوقوفي لأستمع الى صوتك وأبتلعه على مهل كي أخذ جرعتي من الحب الوفير ،
‎هات يديك ، مدّ لي قلبك واعبر ، اهمس للمسافات علها تصير رمادا ، وتترك لنا مقعدين فارغين في قطار اللقاء ..
‎لا بأس مجددا يا حبيبي ، فكل شيء الأن يتعلثم ، وأبكي الان ، هيا ابكِ معي
‎و غنِ لي ،غنِّ لي وسأغني لك وكأننا لم نفارق هذا الكون أبدا ..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.