الصفحات

وكذا فقأتُ روح الليل ..للشاعرة غادة البشاري

كنتُ أمضغُ غَلِيلي، وأنا أُحَدثُه
عن الوغدِ
الذي حرقَ أصَابعي
كي لا تُضئ بِلِعَان خَيْباتِه
وهو يُطلِق
نَحْوي كلّ ليْلةٍ
كلابَ مراوغتِه المسْعُورة

عن القلوبِ التي تُقطفُ سِراً

من قصَائد الوجعِ الرَّاكِدة
كُلَّمَا اسْتَعَادت فيْقَتَها
ودَهَنت عُروقَها
بِزَيتٍ دمِها المَحْرُوق

عَن العاهرةِ التي نَكَزتني
و هي تحشرُ قُبحَها في حَافلة القَرية
فيما صَيحَات لَيلِها المُبتلة بلُعَابِ الذِئاب
تسَّاقطُ من شَحْمةِ كُوعِها
ضَحكاتٍ ميّتَة

عن دَهشةِ الهَزِيمَة
وأنا أتَكَوّرُ بكاملِ قَدْحِي دَاخل لُفافةِ تَبْغٍ
وأحشُو وِسَادتي بمَناطِيد هُلامِيّة
كي تثْقبَ قَعرَ الليّل
وتركضُ بي على مَتنِ حُلمٍ
يَسدُّ حاجتي من النِّسْيان

عن القلقِ الذي يَشُجُّني بسِكِّين الشِّعرِ
مِزقَتَيْن ،
واحِدة علىَ انتِكاسَةِ ليلي الأبتر
والثانية فيِ قلْبِ
الذِّئبةِ البَرْصَاء التي تشْطَحُ دَاخِلي

لا أحدَ غيري يُدرك
كيفَ تتحوَّلُ الرأسُ إلى خابيةٍ بثُلْمٍ عَمِيق
يَستسْقِي المَارَةُ مِن نَزْفِه ..!!

غادة البشاري
 ليبيا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.