الصفحات

مجموعة " وأما الجدار " للشاعر خلدون إبراهيم .. قصائد تبوح بين الظلمة والضوء


كتبت  رزان القرواني :ــ
يبوح الشاعر خلدون إبراهيم في مجموعته (وأما الجدار) بهواجس الحزن وما يحمله ذلك الهاجس من ألم وعذاب
إنه يتناول قضية عامة , قضية ما يعانيه الفرد اليوم من أزمات كالخيبة والضياع والخوف والانكسار..
قضية تصوير الواقع المعاصر لأزمة الشباب , ففي قصيدته (أتشعر بالخوف) وغيرها تبرز صور تناسب أجواء تلك الأزمة من مثل ا(الذئب ـ السكاكين ـ صمت الجليد) يقول:‏
ـ أيها القمر المتشظي‏

أتشعر بالخوف‏
أن يعوي الذئب ليلاً؟ ص106‏
ـ أيها القمر المتشظي‏
قصائدنا لا تضاهي خيالاً‏
ولكننا لا نقول الحقيقة دوماً‏
نحبُّ ونخفي‏
نخاف ونصمت‏
نبلع كلَّ السكاكين في ألم‏
ثم ننتظر السوط يضفي علينا‏
من يداً من اللمسات ..‏
من يداً من النكسات...ص107‏
يعبر الشاعر عن واقعه الإنساني من عواطف وطموح وآمال ورغبات وهواجس وخبايا النفس فيعود إلى طفولته في حقل ذاكرته ليرسم عفوية الطالب على مقعده المدرسي فيقول في قصيدته (ما فاتته المقاعد المدرسية)‏
شجراً شجراً‏
نتثاءب فوق المقاعد‏
ننعس في حصّة الجبر‏
يصرخ فينا المدّرس , نصحو‏
لنرسم نافذة‏
في الجدار القريب ص16‏
وكذلك نرى في نفسية الشاعر رغبة من رغباته المتباينة في شعره تعود رغبته إلى رفضه للقيد والسلاسل والتحكم بالآخرين فيقول:‏
أنا لن أظل وراءك‏
أمسح عنك الغبار‏
وطين الصدى.‏
أنا لست منفضة لرمادك‏
لست حزاماً لخصرك‏
حيث تثور ككلّ البراكين‏
مالي؟ ومالك ياقلب‏
لا تستحي ؟ص 19 ‏
ـ يلوم الشاعر الحزن الذي يمنع عنه الهواء والذي يسد الدروب بوجهه وإن بقي الحزن مسيطراً فحتماً ستضعف حالة الشاعر , وكذلك يلوم الرياح التي تجري عكس رغباته وتسدُّ الأبواب دوماً في وجهه فيرى نفسه أمام سحابة جمجمة , فيخاطبها بأن تمضي وتتابع سيرها ولا تخاف عليه من هذا الحزن وهذه الرياح , فرغم ذلك مازال الشاعر يتطلع نحو الأفق الواسع يقول في قصيدته (نحات الأحلام):‏
امتطي يا سحابة جمجمتي‏
لا تخافي على زعلي في الطريق‏
ولافي الزفير‏
ولا تحسبيني سأعجز يوماً‏
عن الاتصال بأفق محال‏
سئمتك يا حزن‏
مذ كنت قفلاً ببابي‏
تسدّ بوجهي الدروب‏
وتمنع عني الهواء‏
وما كنت تعرف أنك تصفعني‏
من جديد ص46‏
كما يعبر الشاعر في قصيدته (وقتها احتجت يداً) عن خيبة الأمل وعن الانكسار وعن المعوقات التي يجدها أمامه أنّى ذهب , وكأنه يريد أن يقول: عبثاً , لا حياة لمن تنادي:‏
احتجت يداً‏
احتجت إلى حبل سريٍّ‏
يسحبني‏
لكنّ العالم أغلق تلك الساعة‏
مثل العادة في وجهي‏
فرجعت إلى كهفي‏
كالعشب النازف من حجر‏
احتجت يداً‏
لأزيح الماء إلى الأطراف‏
بلا جدوى.. ص50‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.