الصفحات

وشاءت الأقدار || فاطمة الكردي

كان الوقت ليلا والجو ماطرا والبرد قارصا.عندما كان جواد يستقل سيارته الفارهه وكانت والرؤيةسيئة بحيث تعمل ماسحات الزجاج بأقصى سرعة وكان جواد يقول مشاء الله ربنا يبعث الخير
فجأة ظهر أمامه شبحا كاد أن يصدمه وبسرعة داس جواد فرامل السيارة ونظر أمامه فتراءت له فتات شابه في مقتبل العمر وهي في لباس النوم وشعرها الأسود الطويل مفرود على ظهرها.وللتو فتحت باب السيارة وجلست بجانبه دونما أي استئذان وهي ترتجف من شدة البرد وثيابها مبللة كانت مذعورة مشوشة وخائفة وكإنما وحش يتبعها أو يحدق لها خطر وشيك.

سألها جواد إلى أين تذهبين أنا بخدمتك سيدتي ردت مستنكرة وبنبرة إلى جهنم الحمرا ضحك جواد ضحكة فيها شيئ من السخرية قال أنا سمعت عن وادي جهنم ولن أسمع بجهنم الحمرا تلك
وهنا أجهشت الفتاة بالبكاء وبألم وحرقة. قال جواد أنا أسف أسف والله لم أقصد الإساءة هدئي من روعك.وأخذ محارم ورقية وأعطاها إياها وقد أمعن النظر إلى وجهها خلسة فدهش بجمالها الفتان وتمتم بكلمات لم تفهم كان يقول سبحان الخلاق العظيم ما هذه تلك ليست ببشر بل ملاك هبط من السماء أو حورية من حوريات الجنة..وساد دقيقة صمت ثم قال حسنا إذا كنت مصرة على الذهاب إلى جهنم فأرجوأن تأخذيني معك ألتفتت إليه وقالت لكن نار جهنم تحرق رد وأنا قبلت فلنحترق سويا.نظرت إليه ثم افترت شفاهها عن بسمة خجولة أطمأنت له حيث كان جواد يمتلك من اللطافة واللباقة وأدب الحديث ما يشرح صدرها كان حديثه معها له وقع السحر على قلبها
دعاهاجواد إلى منزله ترددت قليلا ثم قالت لا عليك لأنه لاخيار لها غير ذلك لإعتبارات خاصة حتمت عليها القبول وهي بهذه الحالة المزرية.
رحب جواد بها في منزله وأعطاها بيجامه رجالي وهو يبدي تأسفه لأنه أعزب وما من ملابس نسائية عنده قال بدلي ملابسك وضعيها قرب الموقد لكي لا تصابي بالزكام وأنا سأحضر لك كوب من الشاي الساخن
جلسا قرب الموقد..قالت الفتاة أنا سأقص عليك مأساتي مع زوجي المعتوه قال وهل أنت متزوجة ردت نعم ولكن مع وقف التنفيذ... بداية أنا من عا ئلة بسيطة وأبي رجل فقيرأقترض مبلغا من المال من شخص يعمل بالربامقابل سندات أمانة من أجل علاج والدتي المريضة والتي بحاجة لعملية جراحية مستعجلة وبعد خمسة أشهر وللاسف توفيت والدتي بعد صراعها مع المرض
٠وعجز والدي عن تسديد الدين و الفائدة تتراكم حتى أصبح المبلغ ضخم جدا..أتى الرجل لعندنا وقايض والدي وطلب يدي مقابل السندات أو السجن
وهنا لم أقوى على رؤية والدي وتخيلته سجينا وهنا صرخت ودموعي تسيل على خدي نعم أنا موافقة. رأفتا بوضع والدي وتدهور صحته.وبعد زواجي بشهر واحد توفي والدي من شدة الحزن عليا وعلى والدتي كان يردد وهو على فراش الموت ربي اغفر لي فوالله ما أردت أن تكون أبنتي كبش فداء لمعاناتي..
كان زوجي رجل سكير وعربيد يلعب القمار يخرج من البيت صباحا ويقفل الباب علي بالمفتاح ويعود آخر الليل لا يدري يمينه من يساره مارس علي جميع أنواع التعذيب من ضرب وشتم وإهانات وإذلال لقد كان عاجزا جسديا وجنسيا يعذبني انتقاما من والدي وحسرة على المال الذي خسره وتعويضا عن النقص الذي عنده يطلب مني خلع ملابسي دلكي لي قدماي حكي لي ظهري كان قذرا تفوح منه رائحة نتنه يطفئ السجائر في جسدي أركعي أرقصي ... كنت ارقص وأنا بأحسن حالاتي. كنت سعيدة وأنا أسمع صوت شخيره مثل البعير وغالبا ينام بثيابه وحذائه.واستمر بالرقص وأنا بقمة السعادة أفرغ كل شحنات الحزن الذي بداخلي برقصي المعبر.قاطعها جواد كيف ترقصين وأنت مرغمة ومكره قالت كنت أهرب من سجنه لساعات.كنت أرقص وأتخيل كأني على خشبة مسرح وأمامي جمهور غفير كنت أسمع أصواتهم وهمسات إعجابهم ولكني لا أراهم أرى شخصا واحدا كانت الإضاءه مسلطة عليه.هو شاب وسيم خطف قلبي بنظراته المتعالية والتي تنم عن ثقة وكبرياء.كنت أشعر بأن الجاذبية تنعدم تحت
أقدامي فتراني أطيركالفراشةوأتنقل من ركن لآخر ويشطح بي الخيال ..فجأة أرى الشاب يصعد على المسرح وبيده وردة حمراء يأخذ يدي يقبلها يراقصني أشعر بيده الرقيقة تلف خصري يدنوا مني أشعر بحرارة جسده ولهيب أشواقه وأغيب في موجات عبق عطره وأرقص وأرقص معه وأتمنى لو تتوقف ساعة الزمن وأتخيل وقد أسدلت الستارة وعلت أصوات التصفيق..يحملوني بين ذراعيه أتمسك بعنقه يضعني على سرير أغطيته بيضاء من الحرير.يجلس بقربي يداعب شعري مليا حتى أغفوا وأنام نوما عميق ولا أصحوا إلا في الصباح على صوت غلق الباب ورصده بالمفتاح عند خروج زوجي من البيت.حزن جواد لقصة الفتاة وتأثر بها كثيرا ثم تراه أنتفض كمن يصحوا من غيبوبة ألمت به وقال أنا سأدفع المال لزوجك ذاك الأرعن مقابل حريتك وقالت لا وما ذنبك أنت. رد بصراحة لاأخفيك لقد أعجبت بك وبجمالك وشعرت بصدق كلماتك والظلم الذي وقع عليك وأنا الآن اطلبك للزواج لتشاركين حياتي ولك الخيار وافقت الفتاة بدون تردد كان جواد بالنسبة لها الملاك المخلص وكانت هي بالنسبة له كما في حوريات في السماء وحوريات في البحر كانت هي حوريته على الأرض.. وبعد الزواج سأل جواد عروسه أصدقيني القول حياتي كيف كان شكل الشاب الذي كان يهديك الورد الأحمر قالت أقسم بالله بأنه كان يشبهك .وعند هروبي من البيت كنت أردد الله يبعت الخير فكنت لي الخير بعينه..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.