الصفحات

لقاء ــ قصص صغيرة جدا || الأطرش بن قابل

ذكرى...
رفّت عيني، تساقط الشوق أنهارا، كلام أمــــــي كان صحيحا في زمانها، ذات مرّة في مساء يوم مشمس على هضبة بوطــني، رفّت عينها، فجلبت معها صيبا نافعا بعد قحــط، كان الأمر أشبه بالخيال، لم ترف عينها بعد ذلك قط.



حلم...
الأحلام قد تجد ممــرا بين الواقع المُّـُـر وخنق العيش، تتناثر هنا وهناك، حتى نطُلها. كذلك أحلام الجدّة، عندما نمت ضفائرها، قصّت بعضها، أرسلتها عبر البحر لابنها المهاجر من زمن، عاد من يومه، يحمل خصلات طويلة لشعر أبيض في ظرف بجيبه، وأخرى على جوانب شعره تحكي جفاف السنين، عاد الحفيد بسِّن هجرة الأب.

لقاء...
جوّ ماطر، على عتبة باب الكوخ، عانق الحفيد جدّته، عاد الزمن بها عشرات السنين، وجه واحد لابنين، لازال المهاجر مذهولا يحمل الحقائب تحت المطر، ينتظر دوره، تغير كل شيء،إلاّ عيون أمه، مّــد يده بجيبه، سلّمها خصلاتها، أشعلتها بالنار، تبخر الشوق فوق أحضان موقد الخشب، ساد الصمت قالت في نفسها، لم يبق للعتاب عُمر، تعانقا، توقف المطر.

الأطرش بن قابل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.