اليَومَ تَعْتَرفُ العَواصِفُ أَنَّ للعُصفورِ حَقّاً
في ظِلالِ السِّنديانةِ
في أَنينِ رَبابةٍ سَكَبَتْ مدامِعَها عَلى وَرَقٍ
تَساقَطَ كُلَّما مَرَّ النَّسيمُ
عَلى الوَرَقْ
اليَومَ تَقْتَرِبُ المَسافَةُ بَيْنَ روحِ البُرتُقالِ
وَبَيْنَ رائِحَةِ العَبَقْ
اليَومَ تَعْتَرفُ الرَّصاصَةُ أَنَّ للشُّهَداءِ طَوق الياسَمينِ
وَأَنَّ نَيْرونَ احْتَرَقْ
النَّهرُ يَجْري صامِتاً
لا فَرقَ عِندَ النَّهرِ بَيْنَ الضِّفتينْ
النَّهرُ يَحْملُ دَمْعَنا ودِماءَنا
وَالرّيحُ تَرفُضُ أَنْ يَتِمَّ زَواجُنا كَفَراشَتَينْ
لي وَرْدةٌ في الحُلْمِ توشِكُ أَنْ تفيقَ عَلى يَدَيَّ
رَصاصةً وَحَمامَتينْ
لي نَجْمةٌ في الصُّبحِ توشِكُ أَنْ تُسافرَ
في قِطار الضّوءِ نَحوَ مَحَطَّةٍ تنأى وتنأى كُلَّما اقترَبَ القِطارُ
إلى محطَّتِهِ الأخيرةِ تَكبَةً أو نكبتينْ
لي غَيْمَةٌ تَبكي وَتَسأَلُ :
أَيْنَ مِنديلُ الغَمامَةِ
أَينَ.. أَينْ ؟!
كَمْ وَرْدَةٍ هَتَفتْ وَكَم عَلَمٍ خَفَقْ
وَالشَّمسُ قَد خلَعَتْ قَميصَ النَّومِ فاشْتَعَلَ الغَسَقْ
هَيَّأْتُ روحي لِلقَرارِ وَلِلنَّهارِ
حَمَلتُ في اليُمنى الهِلالَ وَفي اليَسارِ حَمَلتُ ناري
هَيَّأْتُ روحي للشُّتاءِ
فَللغَمامةِ أَنْ تَئِنَّ كَما تَشاءُ
عَلى هَديلي
هَيَّأْتُ روحي للرَّحيلِ مِنَ الرَّحيلِ إِلى الرَّحيلِ
لَمْ يَبْقَ عِندي غَير خارِطَتي
وَلِلتَّوراةِ أَنْ تَمْحو كَما شاءَ الإلهُ
ظِلالَ مِرآتي القَديمةِ فَوْقَ مِئْذَنةِ الرَّسولِ
وَتُقيم هَيْكَلَها القَديمَ عَلى رُفاةِ عَنادِلي
وَعَلى حِجارَةِ مُسْتَحيلي
لا...
لا أُفرِّطُ بالخَريطَةِ فَهْيَ قَلبي
آهِ مِنْ قَلبٍ يُسافرُ كَالفَراشةِ خارِجَ الجَسَدِ العَليلِ
ليَضُمَّ قِصْفةَ زَعْتَرٍ ثَكلى عَلى كَتِفِ الجَليلِ
لا...
لا أُفرِّطُ بالخَريطَةِ كُلِّها
يا رَبُّ قَلبي ها هُناكَ عَلى الرُّبى
وَأَنا هُنا لأعُدَّ خَطْوي
كُلَّما قَلبي تَنفَّرَ أَو خَفَقْ
لا...
لَنْ أُفرِّطَ بالخَريطةِ إِنَّ في جَسَدِ الخَريطَةِ
ما يُبَلُّ بهِ الرَّمَقْ...!!
سليمان دغش
(من قصيدة : جسد الخريطة- ديوان عاصفة على رماد الذاكرة/ القدس)
في ظِلالِ السِّنديانةِ
في أَنينِ رَبابةٍ سَكَبَتْ مدامِعَها عَلى وَرَقٍ
تَساقَطَ كُلَّما مَرَّ النَّسيمُ
عَلى الوَرَقْ
اليَومَ تَقْتَرِبُ المَسافَةُ بَيْنَ روحِ البُرتُقالِ
وَبَيْنَ رائِحَةِ العَبَقْ
اليَومَ تَعْتَرفُ الرَّصاصَةُ أَنَّ للشُّهَداءِ طَوق الياسَمينِ
وَأَنَّ نَيْرونَ احْتَرَقْ
النَّهرُ يَجْري صامِتاً
لا فَرقَ عِندَ النَّهرِ بَيْنَ الضِّفتينْ
النَّهرُ يَحْملُ دَمْعَنا ودِماءَنا
وَالرّيحُ تَرفُضُ أَنْ يَتِمَّ زَواجُنا كَفَراشَتَينْ
لي وَرْدةٌ في الحُلْمِ توشِكُ أَنْ تفيقَ عَلى يَدَيَّ
رَصاصةً وَحَمامَتينْ
لي نَجْمةٌ في الصُّبحِ توشِكُ أَنْ تُسافرَ
في قِطار الضّوءِ نَحوَ مَحَطَّةٍ تنأى وتنأى كُلَّما اقترَبَ القِطارُ
إلى محطَّتِهِ الأخيرةِ تَكبَةً أو نكبتينْ
لي غَيْمَةٌ تَبكي وَتَسأَلُ :
أَيْنَ مِنديلُ الغَمامَةِ
أَينَ.. أَينْ ؟!
كَمْ وَرْدَةٍ هَتَفتْ وَكَم عَلَمٍ خَفَقْ
وَالشَّمسُ قَد خلَعَتْ قَميصَ النَّومِ فاشْتَعَلَ الغَسَقْ
هَيَّأْتُ روحي لِلقَرارِ وَلِلنَّهارِ
حَمَلتُ في اليُمنى الهِلالَ وَفي اليَسارِ حَمَلتُ ناري
هَيَّأْتُ روحي للشُّتاءِ
فَللغَمامةِ أَنْ تَئِنَّ كَما تَشاءُ
عَلى هَديلي
هَيَّأْتُ روحي للرَّحيلِ مِنَ الرَّحيلِ إِلى الرَّحيلِ
لَمْ يَبْقَ عِندي غَير خارِطَتي
وَلِلتَّوراةِ أَنْ تَمْحو كَما شاءَ الإلهُ
ظِلالَ مِرآتي القَديمةِ فَوْقَ مِئْذَنةِ الرَّسولِ
وَتُقيم هَيْكَلَها القَديمَ عَلى رُفاةِ عَنادِلي
وَعَلى حِجارَةِ مُسْتَحيلي
لا...
لا أُفرِّطُ بالخَريطَةِ فَهْيَ قَلبي
آهِ مِنْ قَلبٍ يُسافرُ كَالفَراشةِ خارِجَ الجَسَدِ العَليلِ
ليَضُمَّ قِصْفةَ زَعْتَرٍ ثَكلى عَلى كَتِفِ الجَليلِ
لا...
لا أُفرِّطُ بالخَريطَةِ كُلِّها
يا رَبُّ قَلبي ها هُناكَ عَلى الرُّبى
وَأَنا هُنا لأعُدَّ خَطْوي
كُلَّما قَلبي تَنفَّرَ أَو خَفَقْ
لا...
لَنْ أُفرِّطَ بالخَريطةِ إِنَّ في جَسَدِ الخَريطَةِ
ما يُبَلُّ بهِ الرَّمَقْ...!!
سليمان دغش
(من قصيدة : جسد الخريطة- ديوان عاصفة على رماد الذاكرة/ القدس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.