الصفحات

أنات كاتب || أمة الله الفقي

إن تمكن العشق من كاتب تركه فكراً على ورق، وروح قلمه تئن تحت وطأت الهجر
والشوق .
يحسبه الناظر خاليا على عروش الهوى والجوى،
ولكنه في الحقيقة يتألم ويستصرخ لبابه من شدة الوُجد والصّب ولا يكاد يُبين ..
قلمه رسولُ قلبه يسطّر مشاعره بأحبار شوقه، ونزف خافقه، فلا يتملكه جنون العشاق فيبوح بكل مكنونٍ ودفينٍ بين ضلوعه،
ولا تهدأ نفسه وتطمئن لحال من الأحوال، فهو بداخله نيران تستعر، تلتهم استقرار فؤاده وتذره رماداً وأثراً بعد عين.



تغتاله الظنون كل حين وكأن الصبر ليس له يعين.
عنيدا إذا مال الهوى نحو كبريائه أو مَسّ شيئاً من شموخ ذاته وصفاته.
تراه بين المساكين ضعيفاً مسربلا بحروف من الحزن والبكاء على أطلال عشقه.
وتراه بين القوم قسورةً مزمجرا وكأن نحيب الصوت قد اجتمع مع قوة حضوره المفتعل فيراه كل عاشق فيفقه حاله ويشفق عليه .

إذا لامس طيف محبوبته شيئاً من مخيلته
حسبته طفلاً يفرّ هرباً وخجلا.
وإذا غابت عنه ترى النار في عينيه، وفؤاده يتصلى والدمع مسفوحاً علي خديه، قطرات الماء من مقلتيه مدادٌ لبوح أُجبر قلمه عليه ، رافعاً صوت الحروف في ورقته قائلا : من لي؟ ومن لقلبي الباكي؟
ومن سيسمع شكواي و صوت آهاتي ؟!
وبين دفاتري صورة معشوقتي أرها البطلة في كل الروايات .. ولكن متى تنتهي قصتي بالسعادة، وبين ذراعيّ أجمع شتات قلبها وشتاتي ؟

يتفلسفون في الهوى والحب ولو علم الناقمون على المحبين ماذا يلاقي العاشق من عذاب وألم قلبي لتلمسوا له من سماحة صدورهم شيئا فهو لم يتخير عذاب فؤاده في يوم من أيام وُجوده. فليس للإرادة على القلب سلطان يذكر . بل إن دقات القلب ليست بأمره هو . فإن سطوة الشوق على العقل تجرده من رزانته وهدوءه وتدبره لمآل أموره .

فمن منكم يا سادة له على قلبه سلطان أو ريادة ؟
دعوا المحبين ونارهم وادعوا لهم، فإن العشق طاعون الصدور ..وقد ابتليت به قلوبهم .

أمة الله الفقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.