لو أهرّبُ قلبي منكِ
سأُبْعِدُهُ قدرَ مافيَّ من مسافاتْ
وأحذّرُ روحي من ذكرِ اسمِكِ
وسأمنعُ الوردَ من رائحتكِ
وأمنعُ الفراشاتِ أن تشيرَ إليكِ
لا أقبلُ في فضائي العصافير
التي لوّحتْ لكِ بأجنحتِها
وسأخفّفُ عَنِ الشّمسِ
كثيراً من ضوئكِ
سأفرّقُ بينَ النّدى والأشجار
وسأربطُ قصيدتي
وأرميها في البئر
لا شأنَ للكلماتِ بِكِ
وسأقمعُ الليلَ
لكي لا يتحرّشَ بالحنين
لا صلةَ لي بعينيكِ
لا يهمّني صوتُكِ الذي يسكنُني
سأحاربُ
حتّى طيفَ أنوثتكِ العابقة
كلَّ مَنْ له صلةٌ بوجودِكِ
لن أفتحَ لهُ بابي
وسأصدُّ الغيمَ عن أحراشِ ظمئي
وأغلقُ كلَّ الدّروبِ
التي تُفضي للأحلامِ
سأحرقُ الذّكرياتِ
في صحراءِ أوجاعي
وأهيمُ مَعَ النّسيانِ
أقضمُ الوقتَ
غريباً
أنزفُ العمرَ
شريداً
أبعثرُ أدمعي
على سفوحِ الآهةِ
والأنينْ
لا أريدُ شيئاً منكِ
إلاّ سكينتي
وبعضاً من أنفاسي
سأريحُ منكِ قلبي
وأداريه من الجنونِ
وأضمّدُ له نبضَهُ
سأحكي لَهُ
عن عالمٍ بلا حبّ
عالمٍ بلا حنين
يسخرُ مِنَ الأشواقِ
عالمٍ أجملَ
ينامُ اللاعاشقُ
فيهِ ، طوال الليلِ
ولا يقلق
عالمٍ لا يعرفُ القهرَ
ولا التّنهدات
فيه الفراشاتُ عمياء
لا يبهرُها شكلُ الوردةِ
أو حتّى رائحتُها
سأهرّبُ قلبي منكِ وعنكِ
كي لا يسمعَ منكِ صمتْ
ولا يفتعلَ حواراً
مع ظلّكِ
أتحيّنُ الفرصةَ
احذريني
سأسرقُهُ
من جوفِ عَتمتِكِ
سأجدُهُ
أينما اختفى
وتوارى
وإنْ تمسّكَ بحبالِكِ
سأجرُّهُ
من نبضِهِ
وأصرخُ في شراينِهِ
لا يحقُّ لَهُ عصياني
هو مَنْ أفسدَ عليَّ أفراحي
هو من أقحمَ على قصيدتي
حروفَ الاختناق *
مصطفى الحاج حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.