الصفحات

لماذا نسيء إلى مبدعينا ؟ ـ بقلم : محمد سلطان اليوسفي ـ اليمن

خلال فترة وجيزة لا تتعدى الشهر ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قرابة خمسة نصوصٍ شعرية ، منسوبة إلى شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني ونصوص أخرى منسوبة إلى الشاعر عبدالعزيز المقالح ، وهي نصوص لا شاعريةَ فيها ، ناهيك عن عدم سلامة هذه النصوص من الأخطاء العروضية والإملائية واللغوية التي لا تحتاج إلى اجتهاد أو عبقرية لاكتشافها ، وإنما هي واضحة للعيان ، يمكن للقارئ البسيط أن يلمحها منذ الوهلة الأولى .



إننا بنشرنا لمثل هذه النصوص نسيء إلى مبدعينا من حيث لا ندري أننا نسيء لهم ، وربما تناقُل مثل هذه النصوص على وسائل التواصل الاجتماعي ، يرجع إلى أن هذه النصوص الجوفاء تصفُ أحداثا جارية ، وتنسب إلى شعراء كبار ، وربما أيضا هناك مآربٌ أخرى لكتاب هذه النصوص وهو التسلق على أكتاف الكبار ، للحصول على الشهرة .

صحيح أن البردوني شاعر ذو نظرة وعبقرية متناهية ، وهناك من شعره ما يُستدل به عن هذه الأحداث الجارية ، ويُطابق واقعنا الذي نعيشه اليوم ، ولكنها أشعار فيها روح البردوني ، وفيها حيوية الشعر وعاطفته وجمالياته ، أما هذه النصوص الجوفاء التي تتقاذفها وسائل التواصل الاجتماعي ، لا ترقى لأن نسميها شعرا ، وحاشا لله أن تكون لشاعر مثل البردوني أو المقالح ..

النصوص التي تناقلتها وسائل التواصل منسوبة إلى البردوني والمقالح كثيرة لا داعي لإيرادها في هذا المقال ، أخجل من نقلها .. ستجدونها على مجموعات الوتس والفيس بوك ، بل أن هناك بعض مواقع الأخبار نشرت مثل هذه النصوص ، ووضعت مقدمات طويلة لتلك النصوص ، ستجدونها أمامكم نصوص فيها من المباشرة والابتذال ما يكفي لنفي صحة نسبتها إلى شعراء بحجم البردوني والمقالح وفيها سقوط على كافة مستويات اللغة ، علينا التثبت عند نقل النصوص ، وأخذها على محمل الجد ، واخضاعها لقراءة نابهة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.