الصفحات

علّمني اللّيل ونصوص أخرى || حسين عبروس

علّمني اللّيل ما لم تعلم
من ألمي
وساقني في ظلماته
مجبولا على سدمي
وفي الرّوح ضوء لم ينم
هو ذالك مدى الأشواق
فاحتدمي

.....

علّمني اللّيل أن ألبس
أحزاني معتمرا
في صحوة الرّوح
تظلّني حمامات من الحرم
علّمني اللّيل ركوب الخيل
ألجمها ما بين الحرائق
والتماع النصال
حين يشعّ دمي
......

علّمني اللّيل كيف أغفو
كي يظلّ العمر
قمرٌ حافل بالنعم
وأن أنسى شرود الأمس
كلّما ولت بي قدم
أوكلّما حفّ بي سقمي
رجعت إليك يا سيّد اللّيل
وقلبي مزيج ابتهال
خفّاقا بالنول والنّدم
.....

علّمني اللّيل أنّ الماضي
منك والحاضرمنك
من قدم
وأنّ الآتي منك
موصول أو مرفوق
أو مسبوق بالعدم
علّمني اللّيل أنّ السكون إليك
هذا القلب مورده
وأنّ الجلال قد حفّ بالكرم

2
ظلك الجوهر

بأيّ ميزان أعدّ القصيدة
في نهرنا الظامي
إلى حبر دمي
ودمي في أرضك الحبلى
هنا سكّر
دبكة الاوزان
تصفيق القوافي
ظلك الجوهر
لا تفاعيل (الخليل) هنا
لا بحر يوصلنا
إلى الدروب التي ضيّعت
عشاقهافي جنوب القصيد البعيد
لا برّ يتسع الآن
كي نكتب الشعر الذي قد نريد
رفع..فخفض ..فانقلاب
مريب في الصباح الجديد
وأناس عراة للفجيعة
يمشون مثلنا إلى حتفهم
متربين بلا قافية
وزحافات يجيء
بها الشاعر المنهمك
لا(فاعلاتن) ولا (مستفعلن)
لا صهيل يحتمي بنداء الفوارس
في عمر القريض
.......................................
ظلك الجوهر
شوقك الأخضر
حلمك الأكبر
في الأمسيات هنا مظهر
كل قافية ماء هنا ودماء
كل قافيّة تبر فمن أين
تأ تي قوافل تلك النساء؟
حين تهربن من بوحهن
إلى عطر نديّ
بلا خفر نحو زغرودة مطفاة
في عينك الخجلى
على شرفات المساء
من أين يأتي مشهد العمر المهيض؟
من أين تأ تي المياه؟
إلى أرض كان امسها
سواق تفيض
وتواريخ هذي البلاد
يطوي خطاها الحضيض
فيطوينا نقيض النقيض
..
لك يا صاحبي هذي الفجاج
وهذاالوجع المستفيض
وهذا الموت البطيء
وهذا الإنتصار في الوهم
وهذا الإنكسار الطويل العريض

3
الحلم لك....

الحسن لي والحلم لك
والحب للقلب الذي
رفرف العمر في داخلي
بما ملك
أو حدّث النبض بالشوق
الذي في داخلك
هذا الذي كان سرّ الكون
من أزل سبحان
سبحان من سوّى الهوى

سبحان من علّم الطير

سرّ الفلك
.........
الحب لي والوجد لك
ما الذي يخفي الفؤاد
في سنا بسمتك
ماالذي يسكن الجفن
في نظرتك ؟
يا سيّد الأشواق
علّمني مواقيت الهوى
كي أعرفك
أنبىء بما في داخلك
إن يمتدّ العمر
في خفقة الماء
في رشفة الكأس
في لحظة الأنس
في دفقة الحسّ
ما الذي تراه
يوصل القلب
بالقلب الذي هلّل
لله ما أحلى في خلوتي
وحدتك
وهذا الذي يعاودني
ما أروعك
....................................
ربّ إنّي تهت
في درب الهوى

هائما فذاك سرّي
في العيون
لكي أعبدك
تنأى الخطى بيننا
وأظلّ منشدا
لله ما أعظمك
أنت الذي قدّر القرب
والبعد والوجد والصدّ
من ذا الذي يمنعك
أنت الذي صاغ
طيب الشذا في القلب
كي يحملك
الحمد لك
والشكرلك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.