جزء من دراسة..ذاكرة الأرواح..بين النص النثري واللوحة التشكيلية
للكاتبة أسمهان الحلواني
صحيح أننا أمام مجموعة تضمُّ نصوصاً نثرية ولكن لحالة استثنائية يجب النظرة إليها بعين الناقد التشكيلي بالإضافة لعين الناقد الأدبي فكلّ نص في المجموعة عبارة عن لوحة تشكيلية مكونة من طبقات نفسية من ملامحها الخارجية وحتى عمق الروح ألوانها الحروف اللاسعة المقصد والكلمات المتنافرة الأصوات والظّلال الغائرة المعاني وهذا يجعلنا عند القراءة لهذه النصوص في حيرة وتأمل خاص يغوص إلى ما وراء المفردة والمعنى فهي أقرب ما يكون إلى الفنّ التشكيلي وهنا صعوبة التلقي وإذا دلّ هذا الأسلوب في الكتابة على لعبة التجريب
وبالتالي تكتيك فريد للكاتبة فيه منهج صنع اللوحة التشكيلية.وأساسه تجريد النفس في أطوارها العاطفية والنفسية.والتزاوج ما بين اللوحة والنص فيه المغامرة بالبناء والشكل الممزوج داخل أروقة المجموعة.ولهذا السبب يختلف موضوع الجمال والتقبل للنصوص وكما هو معروف الفنّ لم يكن إلا ركيزة من رسم التساؤل في داخل المتلقي والمشاهد فلا مكان للقبح المطلق ولا مكان للجمال المطلق.والتأويلات والتحليلات تحوم مابين الثابت والمتحول معاً لطبيعة النصوص وللمتلقي وخياله السطوة الأولى وفلسفته الخاصة التي تعمق المعنى حول النصوص وإدراكه المعرفي والذوقي. والتجربة الشعرية طافحة ولها خصوصية عند الكاتبة فهي تربط الذاتية وروحها بالجمع و تملك معجماً خاصاً فهي تختارُ مفرداتها وعباراتها فكرياً أولاً وإحساساً عالياً ووعيا كاملاً ثانياً . وهي تتفاعل مع المشهد المراد و الحالة الشعرية حتى تشكل للمتلقي لوحة متعددة الأبعاد والتأويل.
وظاهرةُ النثر وتحويل جوهره الأساسي وجعله كقصيدة شعرية في وقتنا ولجيل يحاول ملأ رؤاه الشعرية الجديدة دون استشراق نقدي تنظيري واقعي .ورغم الكم الهائل للمجموعات الشعرية والتي منتهاها النسيان على الرفوف والغبار . وربما السبب هو خروجها عن المعايير والأحكام بوصفها جنس أدبي خاص له مواصفاته و التي وضعت أسسها التنظيرية سوزان برنار من إيجاز وكثافة ومجانية وبقي همّ الكاتب العربي أو الكاتبة في حجج واهية التعريف هو الخروج عن الوزن التقليدي والقافية وبالتالي الوقوع في دائرة التخبط بلا سند للفن الشعري الجديد. وأهم مواجع ما تعانيه قصيدة النثر العربية هي العشوائية في التعاطي وعدم جدوى الشّكل المتحرر بالتقطيع فقط والحرية المطلقة في الكتابة من خلال عدم وضع حواجز وموانع تعيق وبالتالي تبقى معلقة في الفراغ. وحتى اللغة المستخدمة فيها لا يمكن من خلالها إنجاز مضمون يوحي قواعد متينة لها.كما في قصيدة الخليلي والتفعيلة. والتطور في الكتابة هو سلسلة من حلقات متصلة لا يمكن الفصل بينها كما في الأجناس الأدبية كلها. ولكن قصيدة النثر وأصحابها عكس منحى التطور فهم يحاولون جاهدون شق ّ طريق في رمال تأتيها العواصف والريح العاتية من كل الجوانب وبالتالي عدم وجود قواعد وأسس يجعلها بلا أثر وهنا الكارثة الكبرى .والدليل المجموعات الشعرية المطبوعة والتي لا توزع إلا ضمن دائرة ضيقة من الأصدقاء.ثم ترمى جانباً بلا تأثير ملفت أو فاعلية . وهذا التراكم المخيف يؤدي إلى سؤال ما هو مستقبل قصيدة النثر في هذه الحالة؟.و لماذا نجعل هذا الجنس الأدبي أيّ قصيدة النثر كائنا هلامياً أو كائنا خرافي الهيئة وبالتالي الفصل عن واقع المرتجى منه. والشعر دائماً وأبداً في ركائزه رؤية سحرية وجمالية له أهداف ومضامين إنسانية ووجدانية وأخلاقية يرسخها في خدمة الإنسان وحاجاته. والتراكم الكمي للنتاج الشعري في قصيدة النثر هو الهروب للأمام على حساب النتاج المتميز والنوعي وكأن هذا السيل من المجموعات النثرية يؤدي إلى ترسيخ القصيدة وأسسها وهنا الخطأ الكبير لمستقبل الحركة الأدبية الصحيحة لقصيدة النثر الحالية.
الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عموري
للكاتبة أسمهان الحلواني
صحيح أننا أمام مجموعة تضمُّ نصوصاً نثرية ولكن لحالة استثنائية يجب النظرة إليها بعين الناقد التشكيلي بالإضافة لعين الناقد الأدبي فكلّ نص في المجموعة عبارة عن لوحة تشكيلية مكونة من طبقات نفسية من ملامحها الخارجية وحتى عمق الروح ألوانها الحروف اللاسعة المقصد والكلمات المتنافرة الأصوات والظّلال الغائرة المعاني وهذا يجعلنا عند القراءة لهذه النصوص في حيرة وتأمل خاص يغوص إلى ما وراء المفردة والمعنى فهي أقرب ما يكون إلى الفنّ التشكيلي وهنا صعوبة التلقي وإذا دلّ هذا الأسلوب في الكتابة على لعبة التجريب
وبالتالي تكتيك فريد للكاتبة فيه منهج صنع اللوحة التشكيلية.وأساسه تجريد النفس في أطوارها العاطفية والنفسية.والتزاوج ما بين اللوحة والنص فيه المغامرة بالبناء والشكل الممزوج داخل أروقة المجموعة.ولهذا السبب يختلف موضوع الجمال والتقبل للنصوص وكما هو معروف الفنّ لم يكن إلا ركيزة من رسم التساؤل في داخل المتلقي والمشاهد فلا مكان للقبح المطلق ولا مكان للجمال المطلق.والتأويلات والتحليلات تحوم مابين الثابت والمتحول معاً لطبيعة النصوص وللمتلقي وخياله السطوة الأولى وفلسفته الخاصة التي تعمق المعنى حول النصوص وإدراكه المعرفي والذوقي. والتجربة الشعرية طافحة ولها خصوصية عند الكاتبة فهي تربط الذاتية وروحها بالجمع و تملك معجماً خاصاً فهي تختارُ مفرداتها وعباراتها فكرياً أولاً وإحساساً عالياً ووعيا كاملاً ثانياً . وهي تتفاعل مع المشهد المراد و الحالة الشعرية حتى تشكل للمتلقي لوحة متعددة الأبعاد والتأويل.
وظاهرةُ النثر وتحويل جوهره الأساسي وجعله كقصيدة شعرية في وقتنا ولجيل يحاول ملأ رؤاه الشعرية الجديدة دون استشراق نقدي تنظيري واقعي .ورغم الكم الهائل للمجموعات الشعرية والتي منتهاها النسيان على الرفوف والغبار . وربما السبب هو خروجها عن المعايير والأحكام بوصفها جنس أدبي خاص له مواصفاته و التي وضعت أسسها التنظيرية سوزان برنار من إيجاز وكثافة ومجانية وبقي همّ الكاتب العربي أو الكاتبة في حجج واهية التعريف هو الخروج عن الوزن التقليدي والقافية وبالتالي الوقوع في دائرة التخبط بلا سند للفن الشعري الجديد. وأهم مواجع ما تعانيه قصيدة النثر العربية هي العشوائية في التعاطي وعدم جدوى الشّكل المتحرر بالتقطيع فقط والحرية المطلقة في الكتابة من خلال عدم وضع حواجز وموانع تعيق وبالتالي تبقى معلقة في الفراغ. وحتى اللغة المستخدمة فيها لا يمكن من خلالها إنجاز مضمون يوحي قواعد متينة لها.كما في قصيدة الخليلي والتفعيلة. والتطور في الكتابة هو سلسلة من حلقات متصلة لا يمكن الفصل بينها كما في الأجناس الأدبية كلها. ولكن قصيدة النثر وأصحابها عكس منحى التطور فهم يحاولون جاهدون شق ّ طريق في رمال تأتيها العواصف والريح العاتية من كل الجوانب وبالتالي عدم وجود قواعد وأسس يجعلها بلا أثر وهنا الكارثة الكبرى .والدليل المجموعات الشعرية المطبوعة والتي لا توزع إلا ضمن دائرة ضيقة من الأصدقاء.ثم ترمى جانباً بلا تأثير ملفت أو فاعلية . وهذا التراكم المخيف يؤدي إلى سؤال ما هو مستقبل قصيدة النثر في هذه الحالة؟.و لماذا نجعل هذا الجنس الأدبي أيّ قصيدة النثر كائنا هلامياً أو كائنا خرافي الهيئة وبالتالي الفصل عن واقع المرتجى منه. والشعر دائماً وأبداً في ركائزه رؤية سحرية وجمالية له أهداف ومضامين إنسانية ووجدانية وأخلاقية يرسخها في خدمة الإنسان وحاجاته. والتراكم الكمي للنتاج الشعري في قصيدة النثر هو الهروب للأمام على حساب النتاج المتميز والنوعي وكأن هذا السيل من المجموعات النثرية يؤدي إلى ترسيخ القصيدة وأسسها وهنا الخطأ الكبير لمستقبل الحركة الأدبية الصحيحة لقصيدة النثر الحالية.
الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عموري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.