الصفحات

لحظةُ قصفٍ جوِّي | عبد الحميد دلعو ـ راوند

في واحة القَتْلِ
أرعَفَ السّنونو زبداً من قَدَر
و أرهَبتْني تلك الغيمة الحمراء
تبتلع الأرض بِغَضْبةٍ من شرر
تنزُّ شلالات من رصاص
و مزركشات غباء
و حماقات بشر
تخطَّفُ من الورد العيون
بالنار بالدماء
بعجين الحجر
يبكي على الحجر

***
في واحة القَتل
أرعَفَ السّنونو زبداً من قَدَر
و أرهَبتْني تلك الغيمة الحمراء
تسفح القنابل كالموت المندوف
لتحرق في البلاد كلّ الأشباه و الطيوف
ليثور مزيج من جثث الياسمين
بالجدران بالأشلاء بالسقوف
بالضَّحكات بالحركات
بالتراب بالعيون بالأنوف
بالمواعيد بالمرايا بالرفوف
بالزمن الأعوج المعقوف
بتبغ أبي ...
بسنارة أمي
بدمية أختي ...
ببقايا حاسوب أخي ...
و مريول جدتي الملهوف ...
بالبرّاد بالتفاح
بحليب الأطفال بالملفوف
بحبوب الضغط و السكر
و الملح و النارنج و العنبر
بلحوم الدراويش
و ذكريات البسطاء
بالطرقات بالمخابز
و من هم عليها وقوف
.....
هُنا ... ما هُنا ؟
و ما أدراك ما هُنا !
يوم يَتيَبَّسُ الطِّفل
دمية في عيون أبيه
يلملِم قِطَعَهُ قِطْعةً قِطْعةً
إذ تتداخل قِطَعَهُ بقطع أخيه !
لينطق ألم الكون من عينه
من دمعه مِن فِيه
كنَيسانٍ على أبواب البرد و الوباء
كلما خرج من تيه
دخل في تيه
....
يا قَطْرها ... يا قَطْرها
يا موتاً من عناقيدِ المَطر
يا ظلام الحقد يمزق البشر
و يحرق في دخان جثثهم
كل الصور
***
في واحة القتل
أرعف السنونو زبداً من قدر
و أرهبتني تلك الغيمة الحمراء
تحرق في البلاد كل البشر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.