الصفحات

صديقتي الحمامة | سمر كلاس

يبدو أن الغضب صفةٌ صديقةٌ لجميع الكائنات الحية .. صديقتي حمامة رمادية .. أنجبت حمامتين رائعتين .. بالتأكيد لم أكتب هذا المنشور بصدد تحليل جمال وروعة الصغيرين؛ أكتبه من أجل فحص الضغط العالي عند هذه الأم وهذا الأب. كنت أشرف كلّ يوم على نظافة المكان وأجتهد بإعداد طعام المعتكفة مع الصغيرين .. أما الزوج فإنه يحضر الديدان للأطفال؛ يتقاسمه مع الزوجة لإطعام الصغار سوية.. لطالما شعرت بسعادة هذه العائلة .. وعلى غير العادة..
سمعت في الصباح المبكر هديل الحمام غريبا كولولة مخيفة.. أسرعت لأرى ماذا يحدث .. وإذ بي أرى شجار بين الأم و حمامة بيضاء لم تكن مطوّقة .. وكأن البيضاء تريد الاعتداء على الصغيرين بإصرار تتجه نحوهما .. حاولت إبعادها بيدي لم يفلح الأمر.. قد اعتادت علي ولم تخف مني .. بسرعة أمسكت خرطوم الماء ..فتحت طريقه ووجهت يدي نحو الحمامة البيضاء .. بالرغم من الماء كانت تقترب بإصرار وهنا فاجأني والد الصغيرين وهو يفرد جناحيه معلنا تصديه .. كان يقف إلى جانبي كلما اقتربت نحوها اقترب معي وإن أوقفت الماء شفقة عليها صرخ غاضبا وهو يحرك جناحيه بسرعة… أخيرا استطعنا صد الهجوم؛ غادرت البيضاء دون عودة.. فرحت واتجهت للصغيرين .. لأطمئن .. سابقا لم يكن يسمح لمسهما.. لكن هذه المرة.. عرفانا بالجميل.. سُمح لي ملامستِهم . قبلتهم فقط ليشعر كل منهما بالحنان.. شكرا للوالدين اللذين منحا لي هذا الشعور الرائع .. شعرت بأني الأم ومسؤوليتي تماثل مسؤوليتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.